الثورة لا تقبل الحوارات ولا المناورات ولا المراوغات، فالثورات كالطوفان يأخذ في طريقه كل شيء طالما وهو غير مفيد لها.. كم حلمنا وتمنينا أن تكون ثورتنا هذه كسفينة نوح نأخذ على ظهرها كل شيء جميل وبناء وطاهر ونقي ونذهب بها إلى وطن ينعم بالسلام والخير والحرية, ونترك الباقي للإعصار يدمرهم، وللبركان يحرقهم، ثورتنا حلم جميل لن نتنازل عن تحقيق ولو طال الانتظار .
 أسئلة شتي تدور في خاطري:
المبادرة الخليجية أو المؤامرة الخارجية من بنودها أن يصير عبد ربه منصور هادي القائم بأعمال الرئيس ولكم لم يكن هناك بند يقول ماذا لو مات هادي في حادث أو إثر أزمة قلبية من سيكون الرئيس وقتها؟ أليس علي صالح؟ والمضحك المبكي أنهم تطرقوا إلي إعادة هيكلة الجيش باستحياء وفي اقل من سطر دون تحديد آلية وكيفية هذه الهيكلة وعلى من ستكون؟ ثم كيف ستقوم دولة مدنية في ضل وجود قيادة عسكرية يحكموا ويتحكموا فيها .
إن الضمائر نائمة ولا تريد أن تستفيق من نومها ومن يحاول اتفاقها تصرخ فيه وتقول دعني أنام! أعجب من شعب يهتف باسم قاتله، ثورتنا تصرخ بكل عنفوان وصمود وتقول لن تنالوا مني فإني باقية ما بقي في هذه الأرض أحرار .
 حكومة الوفاق التي انبثقت من هذه المبادرة أتت في الوقت الضائع تأخرت كثيراً وكان وقتها في صيف 2006 وليس اليوم.
 وفي كل حال شباب الثورة عندما خرجنا إلى الساحات لم يكن لنا أمل فيكم ولم ننتظر الإذن من دول الخليج ولا مجلس التعاون ولا الأمم المتحدة ولا بن عمر الذي زار تعز أخيراً - وليته لم يفعل- فزيارته لم يكن لها معني أو إيجابي في نفوس أهالي وشباب الثورة، بل على العكس .
إلى أخواني في كل ساحات التغيير وميادين الحرية اليوم أنتم الأمل وصدقوني، واهمٌ من قال إن ثورتنا قد طال وقتها الثورة الفرنسية ظلت عشرين سنة ولم يمل الثائرون منها، فما بالكم بنا نحن الذي لم يكون لنا دولة في يوم ما، فدولتنا ظلت مستعبدة وممتلكة وكانت مقصورة على أسرتين أسرة حميد الدين ومملكة على صالح.
فحذاري مما هو آتي إليكم اليوم، فاليوم بدأت ثورتكم الحقيقية وحدوا جهودكم وكونوا قوة وكتلة واحدة لا تنكسر تخلوا عن الأنا، نمو قدراتكم ومهاراتكم وثقافاتكم.. اليوم الرهان كله عليكم.
وحذاري من الوجوه الجديدة في ساحاتكم وفي حياتكم إياكم أن يزج بكم في دهاليز السياسة الوهمية وخندق السعادة الزائفة التي ما هي إلا نشوة مؤقتة ومؤامرة على أرواح ثوريه احذروا من أن تسلب منكم أرواحكم الثورية، فمن يجعل له ثمن لا يحزن أن يباع به ويشتري فمتى أصبح الإنسان له قيمة مادية تحول إلي سلعة من حق مالكها أن يرميها أو يكسرها أو يتلفها  ابتعدوا عن العنصرية والولاءات الزائفة لجهات معينة أو أشخاص محددين وتجنبوا تعظيم وتفخيم السياسيين والقادة فالعظمة لله فقط والوطن هو مرجعنا الأول .
الآن انتم من يسطر تاريخ هذا الوطن وتسطرون معه تاريخ كل منكم فإما أن يُكتب عنكم أروع جيل أنجبته هذه الأمة أو أنكم أسوأ جيل على مر تاريخ هذا الوطن، فاختاروا انتم أين تريدون أن تكونوا والثورات أما تنجح أو تفشل لا يوجد ثوره مبتورة هم يحاولون الآن بتر هذه الثورة هم الآن يحاولون انتزاع هويتنا وانتمائنا لهذا الوطن من جديد، هم الآن يعود بنا إلي غربة الروح، ولكن لن نعيش أغراباً في وطننا، فنحن من نصنع الأوطان فإن كان الوطن يتألم، فنحن سبب ألمه ونحن دواه.