الحكاية الأولى:
قال أحد مسؤولي محافظة أبين – فضل عدم ذكر اسمه- إن تدمير مدينة زنجبار لم يكن بسبب المواجهات المسلحة بين الجيش والمسلحين، ولكن كان الهدف معد سلفاً لتدمير المدينة، لأنها – كما يقال- تربض على حوض نفطي كبير وعملية إقناع السكان بترك المدينة لهذا الغرض ستكون مستحيلة.. فكانت الحرب لتدمير المدينة هي أفضل وسيلة ثم تحويل مساحتها إلى حقل تنقيب نفطي وبناء على أنقاضها شيء آخر وتحويل بناء المدينة مجدداً إلى مشارف وادي حسان شرق زنجبار، وهناك نسمع تسريبات عن تكفل المملكة العربية السعودية بإعادة إعمار زنجبار الجديدة، لأن لها مصلحة كبيرة في حرب تدميرها – كما يقال.
الحكاية الثانية:
انهالت المساعدات الإنسانية "نقداً وعيناً" إقليمياً ودولياً ومحلياً على الوحدة التنفيذية لتسليمها للنازحين، لكن في نفس الوقت ازدادت معاناة النازحين وواجهوا صوراً شتى من الإذلال من قبل الوحدة التنفيذية، بدءاّ بالمتابعات الماراثونية لتسجيل أسمائهم لدى الوحدة التنفيذية واستمرت بالمماطلة والتسويف وظهور أسماء جديدة وغير معروفة ذات صلة بالوحدة التنفيذية وعدم ظهور أسماء من لا ظهر لهم.. وانتهت بسقوط أسماء نازحين واستبدالهم بمقيمين في عدن ورفض مسؤولي الوحدة التنفيذية إسقاط أسماء المقيمين وإصرارهم على حرمان النازحين الذين لا يروقون لهم.. فصار حال النازحين يحاكي حال الشعب اليمني عند اكتشاف النفط في الوطن، فازدادت وارتفعت نسبة الفقر في البلد بدلاً من أن يكون النفط وسيلة هامة لإنعاش الاقتصاد ورفع مستوى معيشة الشعب.
الحكاية الثالثة:
حكاية مريبة سردها لنا الإعلامي المعروف مراسل قناة الجزيرة/ فضل مبارك في صحيفة "أخبار اليوم" ومفادها: أن الألوية المرابطة على مشارف مدينة زنجبار استطاعوا أسر مجموعة مما يسمى بـ"أنصار الشريعة" في ضواحي زنجبار ليكتشفوا أن الأسرى "جنود عسكريين" يقاتلون في صف المسلحين "القاعدة افتراضياً" ضد زملائهم.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الأسرى تم تحريرهم "ليلاً" بصورة غامضة، فعادوا لينضموا إلى صفوف "أنصار الشريعة".
الحكايـة الأخيـرة:
يتداول النازحون حكاية امرأة "شبه أمية" لا تهتم بقراءة الصحف، إلا بعد أن أصبحت من النازحين.. صحيفة "أخبار اليوم" صارت اليوم وجبة صباحية مفضلة لها يومياً لتتطلع من خلالها على أخبار مدينتها المظلومة "زنجبار"، ابنتها الجامعية تقرأ لها الأخبار حتى تصل إلى جملة "...وتكبد المسلحون خسائر فادحة"، فتسأل أمها عن باقي الخبر فتجيب الأم بلا تفكير بـ"في الأرواح والعتاد"، فتصفق لها ابنتها قائلة: "مبروك يا أماه حصلتِ على درجة كاملة في الاختبار".
ويبدو أن المرأة قد حفظت هذه الجملة عن ظهر قلب لكثرة ترديدها في الأخبار، لكنها تنهدت قائلة: كل هذه الخسائر في المسلحين خلال سبعة أشهر ولم ينتهوا؟!.
منصور بلعيدي
من حكايات أبين المكلومة 2130