"عليَّ وعلى أعدائي" هذا هو شعار بقايا النظام منذ اندلاع ثورة الشباب السلمية وقبل الثورة هذا هو القانون والمبدأ الذي يسلكه صالح ومن عمل معه منذ توليه مقاليد الحكم، فهذا هو المبدأ الذي يسير عليه وينتهجه، فإما أن أحكم اليمن وبالطريقة التي تناسبني وترضي أقاربي وحلفائي، وإما أن أقوم بتدمير كل ما بنيته أنا ومن سبقني، المهم أن لا يعتلي عرشي من أظنهم أو أعتبرهم خصومي أو أعدائي وإن كانوا يحملون نوعاً ما من المبادئ والنزاهة والقيم التي تمكنهم من إعادة ترميم ما تبقى من وطن منهوب ومغتصب من قبل عصابة تدعي الوصاية على الشعب والوطن وهي بالأساس عالة على الشعب والوطن.
في بداية انفجار الثورة الشعبية السلمية سمعنا أن صالح قال لن أترك البلاد إلا كما توليت حكمها في السبعينيات، ولم يكن متوقعاً أن تنعدم روح الوطنية ويصل الحقد والمكر وحب العرش والأنانية لدرجة أن يقوم رجل يدعي التسامح وحب الوطن ويعتبر نفسه راعي الشعب وحامي الوطن بالتضحية بمصلحة وكرامة الشعب بأكمله ويتخذ من هذا الشعب والوطن وسيلة للمساومة وعرض العضلات أمام أنداده أو خصومه، فليته حمى الوطن من نفسه وأولاده وشلته أولاً، أما من الخارج، فلليمن رب يحميه.
إن ما يحدث الآن من حراك وما حدث في أبين وما يحدث من حراك جنوبي وما يحدث في شمال الشمال في صعدة وما يحدث في صنعاء وتعز ورداع وغيرها من المجازر والتحركات السياسية التي لا تخدم الوطن طبعاً.. لا يستبعد أحد أن يكون ورائها بقايا النظام ولا يستطيع أي عاقل أن يعزو سبب المشاكل والثارات القبلية التي تعصف بكل منطقة في اليمن إلى السياسات الخارجية، بل هي مؤامرة داخلية تهدف إلى تدمير الوطن بكل معنى الكلمة والدليل هو تسليم حكومة صالح صلاحياتها إلى حكومة الوفاق الوطني التي مازالت إلى الآن في دائرة العجز وتسلق العقبات التي اصطنعها صالح وحكومته، لكي تثبت فشل الحكومة الجديدة، فالمالية فارغة والداخلية منهوبة والدفاع منشقة والتجارة والاقتصاد منهارة والكهرباء مضروبة والنفط معدوم ووو...الخ, فبرأيكم من يثير هذه المشاكل والنعرات في كل أرجاء الوطن.. هل هي التلقائية أم هي الصدفة، بل هو النظام السابق، ولكن لا يعني هذا أن حكومة الوفاق معفية من ممارسة صلاحيتها وإمكانياتها بقوة ولابد للداخلية وقياداتها أن تتخذ موقفاً من سيطرة مسلحين من أنصار الشريعة -حد قولهم- على مدينة رداع التاريخية بدون مقاومة من قبل القوات الأمنية المتواجدة في المدينة, فهذا الأمر قد اثأر استياء كل أبناء اليمن وطرح أسئلة كثيرة حول ملابسات وخفايا تسليم مدينة رداع بهذه السهولة.
فهل تسليم رداع بهذه السهولة عجز من القيادات الأمنية؟، أم تواطؤ من القيادات العليا؟، أم أن القيادات مازالت تحت سيطرة النظام السابق ولا تملك حكومة الوفاق إلا الكرسي؟!.
رمزي المضرحي
من وراء النعرات الطائفية والقاعدية والقبلية؟! 1680