أحياناً نتفاءل لأننا مضطرون لترك التشاؤم الذي طغى علينا منذ33 عاماً في ظل النظام السابق الذي فرض علينا التشاؤم كعادة متأصلة جذورها في قصور أو دور الرئاسة التابعة للرئيس السابق ونظامه الفاسد المستبد الذي حرمنا حتى من مجرد الحلم والتفاؤل خوفاً على ملكهم، أما منذ انفجار الثورة الشبابية السلمية التي أذهلت العالم فقد عانقت أحلام الشباب في الساحات عنان الحرية وكسرت القيود والسلاسل الفولاذية التي اصطنعها النظام السابق، أما الآن وبعد تحقق أول أهداف الثورة وهو رحيل رأس النظام السابق وإن لم يكن رحيلاً مرضياً وعادلاً فان الشعب يرى في الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي رجلاً وطنياً وأمام مهمة وطنية صعبة جدا ويتفاءلون بأنه سوف يعيد أوضاع البلاد لا نقول كما كانت مستقرة لأنها لم تكن يوماً مستقرة، بل يأملون فيه توفير الأمن وتحقيق العدل وترقيع شباك الوحدة وخفض أسعار المشتقات النفطية وتعزيز العلاقات الدولية والإقليمية وسحق العصابات المتمردة كالقاعدة والحوثيين وغيرها وترميم وبناء الاقتصاد اليمني المنهار ومحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين ويأمل الشعب منه ترك العواطف تجاه أصدقاءه في النظام السابق واستبدالها بالحزم والجدية والحكمة، لأن الوطن أكبر من الصداقة وأعظم من العلاقات الشخصية...
وماذا عن هيكلة الجيش؟
يعتبر ثاني أهداف الثورة والتي يجب على هادي احترامها وتنفيذها هي الاستئناف في إعادة هيكلة الجيش، حيث لا يمكن لدولة أن تستقر أو تحكم وجيشها ممزق، فالحرس تابع لنجل صالح والمركزي ليحيى والأمن القومي والقوات الجوية والقوات الخاصة في ايادي اقارب صالح وغيرهم من القادة والذين يمثلون النظام الفاسد التابع لصالح وأيضا الفرقة والقيادات الحرة المنظمة للثورة في الطرف الأخر بينما مازال بعض المدراء والقادة العسكريين في المحافظات يمارسون الفساد والتخريب باملاءات من صالح أو توصيات من غيره.. لذا يجب دمج القوات العسكرية والجيش والحرس الجمهوري والحرس الخاص التي كانت مخصصة لحماية الكرسي وجعلها مسخرة لحماية الشعب والوطن أولا وحماية للرئيس هادي ثانياً ونرفض نحن كشعب حر أي وصاية فيما يخص كيفية هيكلة الجيش في اليمن.
إضافة إلى ذلك لن يتمكن الرئيس هادي الحكم بأمان وحراسته الخاصة تابعة لأقارب الرئيس المخلوع ويجب أن تدمج القيادات العسكرية والأمنية تحت قيادة الرئيس هادي وخاصة في الوضع الراهن والخطر ولا ننكر أن هيكلة الجيش مرحلة معقدة نوعاً ما نظراً للجذور الفاسدة التي زرعها النظام السابق منذ ما يقارب الثلاثة عقود خوفاً من يوم كهذا ونحن ندرك أيضاً أن الطريق ليست مفروشة بالورود كما يصورها البعض تجاه هادي ولكن الشعب يأمل أن يتم هيكلة الجيش بأسرع ما يمكن كما يجب على الرئيس هادي العمل فوراً إعادة هيكلة الجيش بكل شفافية وحكمة وتجنب المجاملات والعواطف، فنحن نريد رئيساً من أجل الشعب لا شعباً من أجل الرئيس...
وماذا عن بقاء صالح في اليمن:
البعض في الداخل والأغلبية في الخارج يرى في رحيل صالح عن الوطن خيراً لليمن ويرى البعض أيضاً في بقائه في الوطن ورحيله سوياً, كونه مجرداً من السلطة.
وبقاؤه في الوطن من حقه كمواطن يمني أولاً وأخيراً, ولكنه ليس بالغبي، فهو يعلم مدى ظلمه الذي طال كل بيت قبل الثورة وبعدها.. لذا فإنه سيشعر بالخوف والخطر الدائم على نفسه وأسرته وأما عن رحيله لأي دولة كما يقال فالأمر سيان, وأهم عامل يجب توفره في ذات صالح فإن كان يريد اصطناع النعرات القبلية والطائفية والحراك الجنوبي ومساندة القاعدة وزرع الفتن في اليمن فهو مادام يملك مليارات الدولارات فهو سيحاول جاهداً زعزعة الاستقرار في الوطن سوى مكث في اليمن أو رحل أي بلدة قي العالم وسيحاول إثبات عجز أندادة في المعارضة ولا أعتقد أن نيته حسنة وأتمنى من الشعب مساندة النظام الحالي في طرد وتنظيف المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية من بقايا النظام السابق .
رمزي المضرحي
ماذا بعد..؟ 1767