أبين استطاعت بصمتها الحزين وصبرها الطويل أن تكشف الكثير من الحقائق ووضعت علامات استفهام كبيرة وعريضة عن المستفيد الحقيقي من تدمير هذه المحافظة التي ينتمي إليها الرئيس المنتخب والقادة والمسؤولون في الدولة.. ثم ما موقف هؤلاء مما يحدث في محافظتهم ولما يلتزمون الصمت وكأنهم يتبرأون من أهلهم وذويهم بهذا الخذلان المشين وكان حريّ بهم أن يجعلوا المحافظة من أولوياتهم، لا أن يدرجوها ضمن متفرقاتهم إن لم تكن في سلة مهملاتهم فعلياً؟، هل تناسوا أن التاريخ يسجل كل ذلك ويحفره في الذاكرة لينقله للأجيال القادمة ومن المؤسف أن تكون أبين في عهدهم حزينة بائسة تندب حظها العاثر؟.. عشرة أشهر مضت وما زال أبناء مديرية زنجبار والكود يتجرعون عذابات النزوح ويعانون ويلات الشتات بانتظار فرج الله عليهم باشراقة يوم جديد تستشعر فيه الجهات المعنية مسؤوليتها، لكن من دون جدوى، فخلال هذه العشرة الأشهر عان الناس كثيراً وصبروا كثيراً، ذهبت حكومة وأتت أخرى ومع ذلك تحول الاستبشار إلى خيبة أمل كبيرة ارتسمت بجلاء على وجوه النازحين المشردين، إذ لا يبدو في جعبتها ما يسهم في انفراج المعاناة وإنهاء المسرحية التراجيدية.
الغريب في الأمر أن أبناء أبين من قادة ومسؤولين لا يحركون ساكناً وإن فعلوا ذلك فعلى استحياء شديد وكأن أمر محافظتهم ومسقط رأسهم لا يعنيهم في شيء وهو أمر يتتبعه المواطن بدهشة وعجب، سيما وأن رئيس الجمهورية مروراً بوزير الدفاع وانتهاءً بعدد من الوزراء والقادة، فضلاً عن رئيس الحكومة الأستاذ/ باسندوة الذي عمل معلماً في هذه المحافظة وتخرج على يديه غير قليل من الكفاءات، كل هؤلاء ماذا قدموا لأبين عدى تجاهل لمأساة شتتت البشر ودمرت البنية التحتية لعاصمة المحافظة وبهجمة شرسة غلبت عليها الروح الانتقامية لتغدو العاصمة زنجبار خاوية على عروشها.
بقي أن أقول إن الخميس الماضي 22/3/2012م كان قد شهد لقاءً لعدد من الشخصيات الاجتماعية وبالأخص الأبينية في صنعاء لتدارس ما وصلت إليه الأمور للبحث عن آلية جديدة ومجدية لتوحيد جهود الخيرين من قادة ومسؤولين من أبناء المحافظة المنكوبة والعاصمة الجريحة التي اختيرت تحديداً ودون غيرها لتكون مسرحاً قتالياً يصفه الكثيرون تآمرياً، الهدف منه تدمير البنية التحتية لهذه المحافظة الباسلة والصامدة وتشريد أهلها لغاية في نفس يعقوب.
الجدير بالذكر أن اللقاء ضم عدداً من الشخصيات الهامة في الدولة وعلى رأسها الدكتور/ أحمد القاضي/ والأستاذ/ محمد علي الشدادي، والأستاذ/ عبدوه معاظ، الذين أبدوا حماساً منقطع النظير وغيرهم.. آملين أن تثمر هذه اللقاءات وأن تنتشل المحافظة من غياهب النسيان لتعود المياه لمجاريها.
عفاف سالم
زنجبار أين هي من حساباتكم؟! 1967