لا شك أن الحوار الوطني في حد ذاته مطلوب لكل القوى السياسية والفكرية والثقافية في بلادنا من أجل الوطن ومستقبله بعيداً عن أي صراع أو منافسه بين الأحزاب أو فرض للرأي، وأن اليمن ومصلحتها فوق كل الأحزاب، وأن أمن واستقرار اليمن في ظل قيادة رئيسنا المشير عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية - له كل الأولوية والأسبقية.. ولذا فإنه مطلوب من جميع المهتمين بقضايا الوطن والمواطن السعي الدؤوب الصادق الجاد إلى إنجاح انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بنوايا سليمة صادقة بعيداً عن المكايدات والمناكفات، نريده حواراً وطنياً بناءً موضوعياً حواراً وطنياً يسمو ويرتفع فوق كل الخلافات والصراعات بعيداً عن حمل البنادق والبندقة.. نريده حواراً يسمو ويرتفع فوق كل الخلافات المرحلية، يبحث القضايا بضمير وطني مجرد، وأنه على كافة أطراف الحوار من حزبيين، ومفكرين، ومثقفين أن يضعوا مصلحة الملايين من أبناء اليمن في اعتبارهم. الحوار الوطني (مطلوب) من جميع المهتمين بقضايا اليمن.. بدون حوار إيجابي صادق لا نستطيع أن نتعايش ولن نستطيع أن نخدم وطننا، علينا الاهتمام بالحوار الوطني الذي يضم جميع الأحزاب والقوى السياسية والمفكرين والمثقفين والمهتمين، ذلك الحوار الذي بواسطته نقدر أن نواجه الأمراض والمشاكل والاختلالات والفساد والفاسدين وإصلاح الوظيفة العامة للدولة ومحاربة الرشوة والعمولة والخلل في البنية الاجتماعية للمجتمع وذلك باقتحام وتصدٍ لمجموعة من الظواهر الشاذة الحادة التي بدأت تأكل في جسم الوطن وتفسد عقله، وتغيب ضميره وتفكك تماسكه.. ولعل من أهمها الآتي:
إرهاب المارقين الذين ذهب ويذهب ضحاياهم مجموعات من الشباب والمواطنين، هذا العمل الذي اتخذه البعض من هؤلاء الخارجين على القانون "صنعة" أو مهنة لمجموعات من المحترفين تموله وترعاه عناصر حاقدة متربصة لا تحب الخير لا لليمن ولا لأهله، تستغل ظروف التحول والتغيير أثناء مرحلة الانتقال بما تحمله من أعباء ومن انحرافات ومن سوء للأداء.. لا يخالجنا الشك من أن الحوار سيثري العمل السياسي بتعدد الآراء والأفكار وسيمنع التناقض أو التضارب بين الآراء وسيخلق انسجاماً وتعاوناً نتيجة لتفهم الآراء والتوجهات وخلق الشعور بالمسؤولية وإبعاد حس وفكر العنتريات والشطحات ومراكز القوى التي ليس لها صاحب... كما نتمنى أن يجري الحوار في النور وأن يعلن بوضوح عن البرامج والتوجهات الجديدة وأن يسمح للشعب بمتابعتها والتعرف عليها من لحظة البدء وحتى النهاية، هذه العلنية تربط الإنسان بالوطن تعمق في نفسه الإيمان بأن شيئاً يحدث وصروحاً تقام ومشاكل تحل.. نقول هذا الكلام لأننا في السابق كان كل شيء في الخفاء (سُكاتي)، لأن هذه العلانية تمثل في الأساس رقابة على الأداء وكل ما يدور من قرارات، كما أن هذه العلانية، تقضي وتنهي مرحلة تمت فيها خطط التنمية في الخفاء وكأنها (تنمية سرية)، كما ولا بد أن تقود مسيرة الحوار الوطني الذي يجري الإعداد له إلى وضع (ضمانة بالسماحة) وبالإدارة وبالرغبة الصادقة في أن يجتمع الناس على المشتركة أو المشاركة في القضايا وهي كثير.. وأن يتعدد اجتهادهم وفكرهم حول القضايا الأخرى وهذا التعدد في الاجتهاد والرأي لا يصح أن يقابل بصدر ضيق وأفق محدود، كما لا يصح أن يخضع الحوار الوطني لمزايدة حزبية أو أن يصطدم بقوالب فكرية جامدة من قبل الموتورين ممن فقدوا مصالحهم ونفوذهم.. الحوار الوطني ضمانة أيضاً ألا يكون قاصراً على الأحزاب ويترك المفكرون والمثقفون والعلماء والمستقلون الذين لا يجمعهم حزب أو هيئة أو نقابة.. لا بد أن يستنير هذا الحوار بفكر العقلاء وبحكمة أهل الخبرة والتجربة.. وبعلم الأكاديميين والعلماء هذه بعض الملاحظات العامة أظنها جديرة بالتكفير.. طالما رادة العامة للوطن مجمعة على أن هناك أزمة وأنه لا بد من الخروج من هذه الأزمة وأن هذا الخروج مرهون بالعمل المشترك من جانب الدولة والشعب.. ومن جانب الحكم والمعارضةومن جانب كل من لديه مساهمة يستطيع أن يقدمها ويعطيها، لهذا الوطن الذي أعطاه الكثير..
وشيء جيد أن كل الوثائق المتعلقة بهذا الشيء تؤكد أن الحوار سوف ينطلق من واقع سياسي ودستوري وتشريعي وتاريخي مستقر وهو من أجل تعميق الثوابت المستقرة والتطوير والتحديث نحو الأفضل في كافة محاور قضايا العمل الوطني وهذا ما نتمناه ونتوخاه من الحوار الوطني الذي ثقتنا به قوية وبقيادته السياسية، المجربة الحكيمة، الأمنية.. والله من وراء القصد..
أحمد عبدربه علوي
الحوار الوطني.. من أجل قضايا الوطن ومستقبله 2092