في زمن حكم الحجاج بن يوسف يحكى أن تجاراً في الكوفة كانوا يعانون من بوار وتكدس الطبول التي في مخازنهم، فما كان منهم إلا أن قاموا بوضع خطة دنيئة للتخلص من بضاعتهم المتكدسة وساعدهم عامل جهل شعبهم طبعاً في نجاح خطتهم ,, فقاموا بنشر إشاعة في كل أحياء المدينة بأن هناك وحشاً بحرياً يخرج كل ليلة ويتسلل إلى داخل المدينة فيأكل من يراه ومن يرغب باجتناب هذا الوحش وإبعاده عن منزله فعليه بشراء طبلة والضرب على الطبلة طوال الليل كي يخيفون هذا الوحش، واستمر شراء هذه الطبول بكثرة واستمرت حالة الذعر وضرب الطبول فترة طويلة، فما كان من الحاكم الحجاج إلا أن وضع خطة للنيل من خطة التجار الماكرين، فقام بأمر أحد قادة الجيش باصطياد حيوان غير مألوف أو معروف عند عامة الشعب, فأحضر هذا القائد إحدى الحيوانات الغريبة وقتلها أمام الشعب وقال لهم لقد قتلنا ذلك الوحش..
وهذا هو واقع اختلاق الأزمات اليوم في الوطن، ففي ليلة وضحاها يعلن أصحاب المحطات النفطية عن انعدام توفر البترول والديزل، فنرى المواطن يسرع مهرولاً إلى اقرب محطة لكي يشتري البترول والد يزل ومنهم من يقوم بتعبئة براميل لبيعها بالسوق السوداء ومنهم من يتقاتلون على من يسبق الأول ونرى طوابير من السيارات تشكل أزمة ازدحام أخرى في شوارع المدينة وتنتهي هذه الأزمات المختلفة من قبل تجار النفط بجريمة قتل أو اشتباكات بالأعيرة النارية أو بالعصي والأيادي مخلفة أزمة ثالثة وهي الثارات, وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهل الشعب الذي يهرع مسرعاً كلما سمع بأزمة وثانياً الضمير الميت والدنيء الذي يتحلى به بعض تجار النفط، أما ثالثاً فهو تقصير الجهات المختصة بمراقبة المحطات وضبط المخالفين أو التصدي للخلافات التي تحدث بكثرة في المحطات.
رمزي المضرحي
كيف يتم اختلاق الأزمات؟ 1726