لأول مرة قررت الإفصاح عن أقسي معاناتي اليومية بل وشغلي الشاغل وهمي الدائم أيضاً, نعم إنها أعظم مصائب المجتمع اليمني بعد القات والسلاح طبعاً وسبب نجاح الغرب وإبداعاتهم وتفوقهم علمياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً لا أقول على اليمنيين فقط بل معظم البلدان العربية، ألا إنها سوء استغلال الوقت بل اللامبالاة بأهمية الوقت المهدور وخاصة في بلدنا اليمن، هذا الشعب الذي يجهل مدى أهمية استغلال الوقت ومدى أهميته في الدول المتقدمة والذي لا يعي أن حسن إدارة وتنظيم الوقت من أهم ركائز الدول المتقدمة وقد يجهل أيضاً مدى ارتباط الرجل الغربي ولا أقول العربي بعامل الوقت وتقديسه للوقت ومدى احترامه لمواعيده والتزاماته بها ,وهذا هو سبب علوهم ولكننا وللأسف بعيدين عنهم بمليارات المرات، فهم يبتكرون كل ساعة ونحن ننتظر مئات الساعات حتى يصل إلينا وهم يطرحون خططاً مستقبلية إلى ما بعد آلاف الأعوام ونحن نكتفي بدراسة وتذكر الماضي، فكلما سارت عجلة التقدم بهم إلى الأمام عدنا بعجلة التخلف إلى الوراء، فلماذا هذا واقعنا وهل صار محتماً علينا ومفروضاًً على أجيالنا القادمة؟ وهل نستطيع الدفع بعجلة التخلف إلى الأمام ولو قليلاً؟ وهلا وقفناً مع أنفسنا ولو ساعة وحسبنا كم نهدر من وقت في يومنا وشهرنا؟.
همسة وعبرة:
يقال أن شكسبير كان يرتدي بدلة بيضاء مقلمة باللون الأسود، يخرج بها ويتجول ويمارس عمله كل يوم وهو مرتدي لهذه البدلة، مما دعا بعض جيرانه وأصدقاءه للسخرية منه والفضول، فسأله احدهم: لماذا ترتدي هذه البدلة منذ سنوات ولم تستبدلها ؟ألا تملك غيرها فأعطيك بدلتي؟؟ أجاب شكسبي: حقيقة أنا أملك تسع بدلات وكلها متشابهة وأرتدي كل يوم بدله وليس حبا بلونها أو شكلها ولكن وقتي لا يتيح لي فرصة اختيار الأفضل إذا ما كانت مختلفة الألوان، لذا قررت شراء البدلات بنفس اللون والشكل حرصاً على عدم إهدار الوقت فيما لا ينفع، ولهذا نجح الأوروبيون والأمريكان .