حقيقة لقد عانى الشعب اليمني كثيراً جداً ومازال يعاني ويستحق لقب " أصبر شعب في العالم " مع مرتبة الشرف، فما عاناه خلال 33 عاماً من الظلم والاستبداد والاضطهاد والذل والفقر والجهل والثارات القبلية والمحسوبية والوساطة والحرمان من أبسط الخدمات الأساسية للحياة كالكهرباء والمياه والاتصالات والطرقات وغيرها من الخدمات التي يستحيل ذكرها في بلد غير اليمن وذلك بسبب سياسات النظام السابق التي اتخذت من مقولة "فرق تسد "درعاً لها وانتهجت من الحكمة الشعبية "جوع كلبك يتبعك " شباكاً خبيثة تمسك بها عقول وإرادة شعب انحصر تفكيره بكيفية توفير لقمة العيش فقط،ولكن إرادة الله عز وجل ثم عزيمة الشعب المسكين أبت إلا أن تمزق تلك الشباك المزمنة المتسلطة على شباب اليمن وتجسدت بانفجار الثورة الشبابية السلمية التي تخلصت من الأسرة الملكية الملتصقة في كراسي الدولة الملكية.
ومن هنا أود أن أذكر الشعب فإن الذكرى تنفع المؤمنين: إن رحيل صالح وبعض أزلامه لا يعني أن اليمن سينعم بالسلام ويغرق في النعيم مدى الحياة وأن كل مشكلاته سوف تحل في يوم أو أسبوع أو سنة أو حتى خمس سنوات، ولا أعدكم أن الكهرباء سوف تعود والديزل أو البترول سيتوفر والأسعار تنخفض والشباب العاطلين سيتوظفون ويصبح الفقير غنياً والجائع شابعاً وينصف المظلوم ويضبط القتلة ويحاكم السارق والزاني في أسبوع ويعاقب السكران ويحاسب المرتشي ويحارب الفساد والفاسدين،لا أعدكم بهذا خلال عام أو حتى عشرة أعوام ! فجذور النظام الفاسد تعمقت في الأرض منذ ثلاثة عقود لذا من المستحيل إجتثاثها في يوم أو عام أو أكثر وهذه حقيقة يجب أن ندركها ونتعايش معها ونقبل بها للخروج بالسفينة اليمنية إلى بر الأمان ولا يجب القبول بها بشكل دائم، ولعل الجميع يعلم من وراء الفوضى والنعرات والقلاقل التي يعاني منها الشعب ومن الذي يدفع بالميليشيات أو العصابات المسلحة إما لضرب أبراج الكهرباء أو لقطع الطرقات أو لإثارة الفوضى باسم أنصار الشرعية أو إثارة القلاقل في الجنوب كي يثبت للشعب فشل حكومة الوفاق وعجزها في أصلاح الأوضاع..
ختاماً :
أوجه دعوة لكل أبناء الشعب وأقول لهم: صبرتم 33 عاماً على صالح وأسرته وعصابته فلما لا تصبرون على حكومة الوفاق بقيادة الرئيس هادي وباسندوه حتى عام أو عامين حرصاً على الوطن من الانزلاق في الهاوية.
رمزي المضرحي
حقيقة مرة وواقع أمر..! 1485