المديريات النائية ما زالت ترزح تحت وطأت بقايا النظام ولم تصل إليها بشائر ثورة التغيير لتتحرر من قبضات النافذين بتلك المديريات، الذين هم امتداد لهمجية الحاكم الفاسد المتمثل في الرئيس السابق علي صالح، وعليه يتوجب أن تمتد ثورة المؤسسات إلى كل مؤسسة ومديرية لنصل إلى التغيير المنشود ليتحرر المواطن في تلك المناطق النائية، لتصل يد الدولة الحديثة المتمثلة في القانون ليكون هو الحاكم للجميع دون استثناء في كل أنحاء البلاد.
واليوم ونحن في القرن الواحد والعشرين، وفي ظل ثورات شعبية أطاحت بأنظمة فاسدة طالما صادرت الأوطان، واستعبدت المواطنين، وأذلت الشعوب، ففي ظل هذه الصحوة الشعبية والوعي العربي الذي أمطر عدداً من الدول العربية ببرقه ورعده في ربيع أزهرت وتفتحت وروده في تونس ومصر وليبيا واليمن، وفي القريب إن شاء الله ستؤتي ثمارها أكلها في سوريا بإرادة الشعب السوري العظيم، فمن العيب والمخجل بعد هذا كله - وحديثي هنا يقتصر على اليمن- فمن المخجل أن نجد اليوم بعد الثورة المباركة عبيداً وأسياداً في يمننا الحبيب، وسجون خاصة لدى مشائخ هنا أو هناك، كما انه من الغريب والعجيب أن تظل مصالح المواطنين المتمثلة في المشاريع الخدمية في معظم المديريات وخاصة النائية منها تحت سيطرة مشائخ ونافذين لم يصل التغيير إلى أنفسهم ولم يدركوا بان الوضع تغير، كما أن هؤلاء والذين هم أعضاء برلمان مُنحوا ثقة مواطني مناطقهم للدفاع وتنصلوا من مهماتهم ومسؤولياتهم تجاه مواطنيهم وناخبيهم المتمثلة في تمثيل المواطن وخدمته، وتوفير المشاريع الخدمية من كهرباء وماء وطرقات، ومراكز صحية وغيرها، فبدلاً من ذلك تنكر هؤلاء البرلمانيون الذين هم المشائخ أنفسهم في تلك المناطق، تنكروا لأهلهم، وخانوا الأمانة، وذلك من خلال تسلطهم وعبثهم بمصالح مواطني مديرياتهم، وباستيلائهم على المشاريع الخدمية التي أنشأت لخدمة المواطن ومن اجله في بعض المديريات، و حولوها هؤلاء إلى ملكيات خاصة، فعلى سبيل المثال هناك مديريات توفرت فيها معظم المشاريع الخدمية كمديرية السوادية محافظة البيضاء ومديرية ماهلية التابعة لمحافظة مأرب ومديرية ناطع محافظة البيضاء ومديريات في رداع، وغيرها من المديريات التي وفرت فيها الدولة المشاريع الخدمية، ومن هذه المديريات أيضا مديرية "ردمان آل عواض" بمحافظة البيضاء أيضا لديها عدد من المشاريع والمرافق الحكومية كمستوصف الشهيد احمد سالم العواضي والذي يعد مستوصفاً نموذجياً يفترض أن يغطي المديرية لمعالجة مرضاها من حيث سعته وما يتلقاه من موازنة سنوية، وما يصرف له من أدوية، وبإمكانه أن يستقبل حالات رقود، ولكن هذا المنشأ الصحي الهام وقع تحت سيطرة أشخاص يتعاملون معه بعقلية خاصة يسندهم في ذلك شيخ المنطقة، في ظل صمت السلطة المحلية، وتحولت غرفه التي يبلغ عددها حوالي "45" غرفة إلى غرف خاصة وكأنه فندق، في حين تحولت غرفة العمليات - التي أختفت بقدرة قادر معداتها وتجهيزاتها، كما تحول بفعل أولئك النافذين وصمت السلطة المحلية إلى مجرد مبنى تسكن أروقته وغرفه العناكب..
و في الأجزاء القادمة سأكمل ما تبقى من جوانب الفساد بالمستوصف، كما سأتحدث عن تعثر العمل في عدد من المشاريع.
أحمد الحمزي
المديريات النائية... ردمان آل "عواض" أنموذجاً! 2350