يبدو أن ثورة التغيير لم تفلح في استئصال فيروسات الفساد من المكاتب والإدارات والوزارات، فقد ظلت كما هي جاثمة على رؤوس العباد وصدورهم، فالرشاوى عيني عينك وعمليات النقل من وإلى المحافظات تتم باتفاقات ومنفقات لا أظنها خافية على أحدج والبيع والشراء والاتجار بحقوق المعلم ونقل مستحقاته فضلاً عن جهوده ما زالت هي هي ما لم تجد الصرامة اللازمة الجدية في اجتثاث الوباء المستفحل..
السيد الوزير: إننا ننتظر منكم إحداث الإصلاحات ومعالجة الاختلالات والارتقاء والجدية، فالحبل قد ترك على الغارب فاستغله المستغلون وتلاعب به المتلاعبون واستثمره المستثمرون والنتيجة تلمسونها بأنفسكم ولا تحتاج إلى تعليق وستكون لنا إن شاء الله وقفات عدة جادة وصريحة لا نخاف فيها لومة لائم ما دمنا على الحق، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ونعوذ بالله أن نكون مثله..
أما الوقفة الأولى في وزارتكم فقد كانت عند قسم التنقلات وما أدراك ما قسم التنقلات وكيف غدا هذا القسم ملكية خاصة لرئيسه فهو المتسلط والمسترزق وما يحدث في هذا القسم من عبث ومزاجية أمور يعلمها الفراش والحارس قبل غيرهم ويكفي أن الرائحة النتنة يشتمها القاصي والداني في الوزارة وخارجها..
سيدي الوزير زمن الصمت قد ولى وغض الطرف سيزيد الطين بله وسيفرخ.. وشخصياً لا أظنك تجهل كيف يحصل هذا الموظف الذي لم يمض على تعيينه الأشهر أو بعض سنوات على الموافقات بالنقل وتعلم جيداً ما المواصفات التي يجب أن تنطبق عليه حتى يحصل على اجراءات السلامة ويمنح الحصانة ليمر مرور الكرام دون أن تشعر به وربما حتى دون أن يمارس المهنة ولو ليوم واحد، لا شك أنك تعلم كما نعلم نحن وجميع الموظفين بالقطاع التربوي في الوزارة وخارجها أنها امتيازات يختص بها هذا ويحرم منها ذاك الذي لا ذنب له سوى أنه من المغضوب عليهم إذ ليس من الأهل أو الأصحاب أو التابعين فضلاً أنه لا يمتلك واسطة ولا وسيطاً بغية ضمان الدفع المسبق أو الملحق، إذ سيدخل في الدوامة وبالأخص إن كان يجهل كيفية الدخول الخروج من وإلى الشبكة العنكبوتية، فإن فاز برضا هذا سخط ذاك وتمضي السنون وهو ينتظر الإفراج عن إقامة جبرية تجردت قلوب بعض مسؤوليها من الإنسانية.. إني أقصد بها تنسيقات وصفقات مع مدراء المكاتب والمديريات والعموم، يقوم بها سماسرة من ذوي العيار الثقيل ولإحكام القبضة الحديدية على من لا حول لهم ولا قوة ممن أمضوا السنوات الطوال على هذا المنوال الذي أضحت فيه الوظيفة والنقل والمعاش بيد نفر يقضون وقتهم على مكاتبهم المرفهة بالمكيفات ويتحكمون مستغلين طيبة المدير وانهماكه وانشغال الوزير بمهامه...
سيدي الوزير ينبغي أن تكون هناك لائحة تنظيمية وأسس وضوابط وتحديد مدة زمنية سيتم على أساسها الإنصاف والعدالة لمن أمضوا عقداً من الزمان أو تجاوزوه.
//////////////////////////////////
عفاف سالم
إلى وزير التربية والتعليم مع التحية 1604