في التاريخ قامات سامقة، لا يمكن تجاوزها عند قراءة التاريخ المعاصر للأمة، فهي جزء حي من ذاكرتها الجمعية، ورمز عنفوانها وكبريائها، وقدرتها على صناعة المستحيل.. إن ما يمنح هذه القامات قوة حضورها، أنها تأتي في لحظة انسداد، وأزمة ضميرية، ولذلك يشكل وجودها مرحلة انتقال مفصلية من حال الهزيمة واليأس إلى حال الكفاح وتحقيق الكرامة، وهي بما تمتلكه من وعي وقدرة على التعبئة والتحشيد، وتوجه مبدئي وثابت نحو الهدف، فإنها شأنها شأن كل العظام تقيم التاريخ على أكتافها.
الراحل المناضل والقائد/سالم قطن, الذي نكرس من أجل روحه هذا الحديث، هو إحدى أبرز القامات الكبيرة في تاريخ الكفاح الوطني،, التي ينسحب عليها هذا التوصيف.
ولكن في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إليه أبت من تسمي نفسها أنصار الشريعة إلا أن تفخر بعملية دنيئة تغتال فيها رجلاً وطنياً وقائداً محنكاً كقطن, فيما يعتقد بعض شرفاء الساسة أن وراء هذه العملية أياد خفية.. عزاؤنا أنه ترك لنا معنى التضحية من أجل وطنك, وسيرة فذة تنير لهذا الجيل وللأجيال المقبلة بعضاً من معالم الدرب.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأصدقاءه ومحبيه وشعب اليمن الصبر والسلوان.
رمزي المضرحي
في رثاء القائد قطن 1941