حين تأتي النسمات رقيقة بلطافة المساء، تتسللين إلى جوفي مع أول شهقة وأنا أتنفس رائحتك الخرافية عند الغروب، وأستعذب صهيل النضال وأنتِ تمتطين صهوة الثورة.. وأدرك حينها أنكِ جزءاً سيادياً هاماً، أضفته باليقين إلى تاريخي..
يا أنتِ.. يا وطناً معلقاً بجناحي نورس، من يأتني بقبسٍ من مشكاة نورك لو ترحلـين؟!..
زغاريد بنكهة الندبة وتصفيق على بوابة العويل، تراني أردد أناشيدك العذبة على إيقاعات البكاء المُر.. حين أقعد محاذاة النص، أرنو إليك من نافذة القصيدة، أجهل زواياك التي تتكومين فيها كبقعة زيت ويستحضرني الذهول وأنت تزفيني إلى أريكة أجهل تفاصيلها، وأدرك حجمكِ أنتِ مدينة الضياء التي تبلى في رفض الانحناء وترفض مآذنها السقوط..
هواجسي لا تجد حيزاً للتمرد معك وأنا أحترق فيك لأتقن معك طقوس الوطنية في لحظة محمومة يحاول الحاقدين إشعالها، وأخشى أن يأتي يوم لا نجد حيلة لنطفئها.. فكيف صرت مدينة قابلة للزوال؛ ما أن أطفئ فيك لفافة تبغ حتى تشتعلين.
عبد الحافظ الصمدي
رقص على إيقاعات البكاء 2170