نجاحات الرئيس/ عبدربه منصور هادي التي حققها في المرحلة الأولى من التسوية (الانتقال السلمي للسلطة) وضعته في محط إعجاب وقبول دولي يبعث التفاؤل في نفوس اليمنيين وعيون المراقبين للخروج من دوامة الأزمة التي تعصف بالبلاد منذُ سنوات وتأكيد على أن المجتمع الإقليمي الدولي خلص إلى تشخيص دقيق لخلفيات الأزمة وخفاياها وعناصر تعقيدها التي أفرزت أحداثها أن الرئيس/ عبدربه منصور هادي هو قائد فريد ولديه قدره قيادية وسياسية تمكنه من صناعة عوامل النجاة وإخراج اليمن من أزمته إلى بر الأمان دون إحداث نتائج عكسية أو إفراز عوامل لإشعال أزمات جديدة على المدى البعيد قد تعيق التحولات الديمقراطية المعول عليها مستقبلاً.
وهذا ما يؤكده قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2051الصادر في 12 يونيو 2012م، الذي حمل أكثر من رسالة لطرفي الأزمة في صنعاء، وبقية الأطراف الأخرى المرتبطة بها ويؤكد بأن الرئيس هادي الذي حظي بإجماع محلي في الانتخابات الرئاسية المبكرة في 21فبراير أصبح أيضاً رئيساً بالإجماع الدولي وهذا له دلالاته و وخلفياته ويمنحه صلاحيات تفوق صلاحيات الرئيس التوافقي بل ويبرهن على تصميم المجتمع الدولي لتنفيذ خارطة الطريق بإشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لإحداث التغيير الجذري في اليمن بعد إن أجمعت قناعاته على أنه هو البوابة الرئيسية للانتقال باليمن إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة التي يتطلع لها كافة أبناء الشعب اليمني.
بالرغم من هذه الرسائل والمواقف الواضحة التي يبعث بها المجتمع الدولي لأطراف الأزمة في صنعاء المنطلقة من ضرورة التغيير الإيجابي في اليمن التي نتمنى من تلك الأطراف التقاطها والتعامل مع هذه المعطيات والوقائع بمستوى المسئولية والأخلاق السياسية والتخلي عن حب الذات والحنين إلى الماضي أو ممارسة إعادة إنتاج الأدوات والمشاريع الصغيرة للعودة إلى السلطة.. إلا أنهم لم يفهموا ليستفيدوا من ما تفرزه الأحداث والوقائع ومن رسائل وقناعة المجتمع الدولي التي باتت واضحة ومفهومه لليمنيين صغيراً وكبيراً ، وانتهاز هذه الفرصة لإعادة اندماجهم في المجتمع وشعبهم السمح الذي ترفع وصبر وتكابر عن أوجاعه وغض الطرف عن مطالبته لتلك الأطراف بكثير من الحقوق أملاً إن تتركه وشأنه ليبني مستقبلة والإقلاع عن فرض المعضلات أمام خطط رئيس الإجماع الوطني والدولي عبدربه منصور هادي لتحقيق ما ينتظره منه الشعب اليمني بإحداث التغيير وإحلال السلام في ربوع اليمن ، لكن مع ذلك نجح هادي والمجتمع الدولي بفضل الله وبفضل إرادة الشعب اليمني وصبره على محنته وجهود جمال بن عمر في تجاوز المرحلة الأولى من التسوية السياسية الانتقال السلمي للسلطة بنجاح أبهر العالم وكانت لقراراته الحاسمة دوراً في صناعة هذا النجاح والارتياح لدى المواطن البسيط الذي يبحث عن بناء مستقبل وطن مجروح بعواصف الأزمات.
اليوم وبعد مرور أكثر من شهر ونصف على تدشين المرحلة الثانية من التسوية - مرحلة التهيئة للحوار الوطني وتشكيل اللجنة الفنية للحوار... نتفاجأ ثانية ببروز بعض الأدوات التي تم تفعيلها مسبقاً من قبل أولئك لإعاقة تنفيذ المرحلة الأولى من التسوية التي تجاوزها هادي بكل شجاعة وحنكة ليحاولوا إعادة العمل بها واستخدام كافة الوسائل والطرق لتقويض الجهود الرامية لإنجاح الحوار الوطني وإظهار سلوك إعادة إفراز الأزمات المعقدة واثارة الاختلافات بين بعض المكونات لبعض أطراف الحوار التي يجب العمل لتوحيدها ومحاولة استباق الأحداث لإطلاق التصريحات النارية أو المواقف والحكم بفشل الحوار مسبقاً في صورة تفرض على الجميع التنبه لها والتدقيق في أن المبادرة الخليجية المزمنة قد تناولت قضايا حساسة تحتاج لمزيد من الوقت للمشاورات والترتيب بحكم ما تحمله الملفات من القضايا السياسية المعقدة المطروحة على طاولة الحوار وأبرزها القضية الجنوبية وغيرها... التي تحتاج لإعطاء المزيد من الفرص لتهيئة المناخ وقطع الطريق أمام أولئك الذين يريدون التأثير على هذه المرحلة ووضع المجتمع اليمني أمام استحقاقات ديمقراطية ومأزق سياسي قادم ضناً أن هذا سيقود إلى فرض وجودهم أمر واقع يجب التعامل معه..
ولهذا فأن الضرورات والحاجة اليوم تفرض على كافة القوى الخيرة والمجتمع الدولي بإعادة النظر في الفترة الزمنية للمبادرة الخليجية وتمديدها ليتحقق النجاح المأمول منها في إحلال السلام ومعالجة الأوضاع في اليمن والنظر إلى حاجة التنفيذ للمراحل القادمة لحكومة وحدة وطنية تؤمن وتمهد الطريق لإجراء حوار وطني شامل بناء لحلحلة كافة القضايا اليمنية السياسية والاقتصادية والأمنية المعقدة بما يؤدي إلى إيجاد ظروف مهيأة لبناء الدولة الحديثة والديمقراطية المنشودة وإنجاح التسوية السياسية في اليمن.
/
مدين مقباس
الرئيس والإجماع الدولي ومتطلبات المرحلة القادمة 2195