;
عبد الوارث الراشدي
عبد الوارث الراشدي

زعماء برتبة (مجرمين) 1944

2012-11-20 03:47:11


لم يحدث في التاريخ أن أتى أحد بمرتزقة وعبيد من خارج البلد لقتل بني بلده من نساء وأطفال وشيوخ بتلك الطريقة المقيتة التي لا يقرها شرع ولا ترضاها أخلاق، إلا ما أقدم عليه مجرم هذا العصر في سوريا من جرائم حرب وإبادة ضد شعبه في سبيل ديمومة عرش ملكه وبنيه وأسرته ولو على حساب إبادة شعب بأكمله، كما بدأ الهوس بالسلطة والكرسي، والقتل والدماء علي حد سواء "بشار الأسد".
فلم يحدث أن وصلت مستويات الطغيان علي غرار الصور التي حلت بليبيا ومثله الحال في كل من اليمن ومصر والبحرين و....القائمة تطول..
إذاً كيف لهذا الزعيم العربي أو ذاك أن يختلف عن نظرائه الذين يتشبثون بكرسي السلطة منذ عقود طويلة خدمة لهم ولمصالح ذويهم وعائلاتهم التي وصلت بها ثقتها في رئاسة مدى الحياة لا تخرج عن إطار العائلة حد انتهاك حرمات الشعوب والعربدة في الأرض وأكل حقوق الشعب واستنزاف ثرواته ومقدرات البلد لصالحهم ولمضاعفة أرصدتهم وثراء بني بنيهم، ومن دونهم من أقوات ووظائف الشباب .
إنه زمن العار والذل الذي طوق به أولئك (المجرمون) سنين أعمارنا وأعمار آبائنا وأوصلونا باكراً إلى الشيخوخة ونحن في قمة شبابنا.. وذلك بفعل ممارساتهم وهمجية بنيهم وأعوانهم والمقربين منهم، ولكن نهاية الظلمة وزوال حكمهم حلت بقوة بسقوط أنظمتهم واحداً تلو الآخر سقوطاً ذريعاً ومهيناً ..
لقد أورثونا هؤلاء الحكام المهانة أحياء وأورثونا المهانة أمواتاً، قد يقول أحدكم كيف أورثونا ذلك أمواتاً؟ أقول ليس أدل على تلك المهانة في الممات من ذلك الإمعان في القتل وتفحيم الجثث وسلحها في الشوارع، كما جرى في تونس ومصر واليمن وليبيا وأخيراً ما يحدث اليوم من جرائم إبادة على مرأى ومسمع من العالم كله في سوريا بشكل، ربما فاق كثيراً مما مارسته الصهيونية في حق الفلسطينيين.
وكل هذا الإجرام والاستماتة فيه الذي يمارس ضد الشعب السوري من قبل بشار وشبيحته وأعوانه من إيران والعراق ولبنان واليمن، كله في سبيل مغنم السلطة في سوريا ونعيمها واستفرادهم بخيراتها مدى الحياة، فلم تكفهم عقود طويلة من الاضطهاد للشعب السوري ومخالفة سنة الكون في ضرورة التغيير والتبديل، خاصة وقد ملهم الشعب السوري حد القرف.. وكأني ببشار وأعوانه.. ومن على شاكلته من الحكام الظلمة، غدوا بلا كرامات ولا وجوه.. تركلهم شعوبهم بالأقدام ويتخذون من تحت الأقدام ملاذاً مستحباً لهم.. أو ليسوا أشد مطاطية من كل أنواع النعال والأحذية؟ أو ليس من حقنا عليهم أن يرحلوا عنا ويكفوا عن إلحاق الضرر والأذى بالأوطان والشعوب؟.
إن هؤلاء الحكام عاشوا طوال فترة حكمهم على المتناقضات وتفننوا في زراعة الحقد والكراهية والمناطقية والسلالية والعشائرية والفتن بين أبناء الوطن الواحد وورثوا البطالة والفقر والظلم والطغيان والفسوق.. فجاع الشرفاء.. وشاخ الشباب.. وانتهكت الحرمات.. وفقدت الطفولة.. وخرجت العفيفات والشابات بحثاً عما يستر الحال كيفما كان ..!!
في زمن هؤلاء الحكام بيعة الأوطان، ونهبت الثروات.. وحل الفساد في البر والبحر حتى غدت مسالة الحصول على وظيفة هي حلم العمر بعد عشرات السنين من الانتظار مقابل ضمان الولاء لدى كل تجديد لعهد أو بيعة.
كل ما ذكرته سابقاً هو غيض من فيض انجازات بشار، والقذافي وصالح ومبارك وبن علي ومن على شاكلتهم.. ومن ينتظرهم الدور بعد نهاية مجرم سوريا التي استحقوا بموجبها أن يخلعوا من حياتنا أهون من النعال، وأن يرحلوا تطاردهم لعنات شعوبهم والتاريخ، فليرحلوا إلى الجحيم (لأنهم قتلة ومجرمون).
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد