أنات وأهات لكنها لا تكفي ولا تطفىء جمرة الحزن التي تشعل فؤادي وتذكرني بالأحبة الذين رحلوا وتركونا نتذوق العلقم، رحل عنا الأخيار الذين تحلق أرواحهم بيننا وتطاردنا مناقبهم ومواقفهم النبيلة، وقيمهم الإنسانية، صلوا عيد الفطر وذهبت أرواحهم الطاهرة.
يوم الثلاثاء الماضي حضرت تشييع شهداء مصلى العيد، لكن حزني حينها كان كبيراً جداً لعظيم الفراق، ولوعة الاشتياق، الحضور المهيب للآلاف من محبيهم والأشد حزناً جدد حزني أنا أيضاً وطرد الفرحة من قلبي ،جموع لم تشهدها الضالع وإب من قبل تؤكد عظمة هؤلاء الرجال الطيبين والخيرين معاً ،لا أصدق أن العميد/ عبده محمد المنصوب قد رحل، لا أطيق سماع أن الشيخ احمد ناصر المنصوب غادرنا وكذا الشبل من ذاك الأسد قصي وآخرون أبو رعد وو...هنا تحضر تغريدات الحزن بكل صوره واعتبر الحياة مراً وعلقماً بعد رحيلهما وما أصعب هذا الموقف الذي لم أعشه من قبل، مجرمون ومتآمرون وجدوا للحياة ليقتلوا سعادة منطقة أحبت هؤلاء النماذج الأبرار، لتصوب رصاصات الغدر والجبن نحوهم.
حزني يكبر ويتعاظم بسبب ألم الفراق المر ،الذي جعلني أشعر أن الحياة بلا معنى بعد رحيل هؤلاء العمالقة من خيرت أبناء المنطقة والصفوة ،كان الحزن قد توقف أياماً ليحضرني من جديد برحيل آخر هو صوت الحق الشجاع مناضل المنصوب فجأة بانفجار بندقيته بغموض لم تكتمل تحقيقاته بعد، أي أسى وأي حزن هذا؟!.. اللعنة على رصاصات الغدر التي لا تعرف الرحمة.. اللعنة على مخترع الكلاشنكوف الذي هو سبب حزني ..
بصراحة إن الوسطاء القبليين مثلوا دوراً بارزاً في ظل غياب تام للسلطة المحلية والأمنية التي اكتفت بالتفرج ،لكن هناك عيب شاب الوساطة وشرخ بغياب الصراحة للطرف المتعنت والمتهرب والمتمرد على قراراتها وهذا ما فجر الموقف بعد شهور من المماطلة لطلب محق هو التحقيق والعدالة مع كل متورط.
دعوني أواصل سطور أبجديات حزني على قامات غابت وحضور مهيب لم يمسح بعضاً من حزني، بل توسع الجرح وزاد عذابي وماتت فني سعادة كنت ابحث عنها..
سيل من حزن جرف ما تبقى في من فرح لشدة حبي لهؤلاء، أنام وأتذكر ،أصحو وأتذكر أجد الحياة علقماً، لقد تركوا فينا الحزن الدائم بهذا الرحيل المفاجئ، أما رحيل مناضل فقد أوقد ثورة من الحزن، فمعرفة قليلة به اكتشفت كنوزاً من معانيه وصراحة لم أجدها في غيره وشجاعة تقوده إلى الحق دائماً، مناضل البكاء لا يرثيك فرحيل ترك فراغاً لم نجد أحداً يسده ،تزيد من جذوة حزني.. الرحمة للجميع واللعنة على الحرب والتآمر.
صالح المنصوب
جذوة من حزني المتجدد 1725