يحتل الإعلام بأشكاله المختلفة "المرئية والمقروءة والمسموعة" مكانة سابقة، فهو "أي الإعلام بشكله العام" يقوم بدور فعال في عملية التنشئة السوية فضلاً عن تكوين وتشكيل الشخصية الوطنية السوية، علاوة على الإسهام الفاعل في خلق العديد من مستويات الفهم والإدراك والوعي المسؤول في الوسط الاجتماعي والثقافي والتربوي والسياسي والرياضي.. إلخ.
ونظراً لهذه المكانة ولذلك الدور وللأهمية الكبرى للإعلام بمفهومه الواسع تعددت أوجه الدعم المادي والمعنوي للإعلام ومختلف الدول التي تعد في مصاف الدول المتقدمة، إذ رُصدت الموازنات الكبيرة لرفد الإعلام بأوجه وأشكال الدعم المالي الذي يذلل الصعاب، ويزيل العقبات، ويحفز الهمم ويقود إلى تنفيذ اسلم بحل الخطط والبرامج والسياسات الإعلامية الهامة، فالإعلام هو المعبر الرئيسي عن الهوية الوطنية وهو السفير المقيم الذي تخطى الحواجز، وكل أشكال وصور التعثر، ويربأ بنفسه بعيداً عن سياسات التهميش والإلغاء والإقصاء، فهو الذي يقود عملية البناء والتنمية في جميع مراحلها ومستوياتها في العديد من مجالات الحياة الهامة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتربوية وغيرها الكثير من مجالات الحياة العامة.
ومواكبة للتطور والحداثة تنوعت وظائف الإعلام العام "المقروء والمرئي والمسموع"، فظهر لهذا التنوع الإعلام المتخصص الذي يؤطر بمؤطر التخصص والوظيفة النوعية، فلا يجب أن تتعدد أسماء وألقاب ومترادفات الإعلام العام، فهذا الإعلام الزراعي، وهذا الإعلام الصحي وهذا الإعلام الديني وهذا الإعلام التربوي....إلخ.
فالإعلام التربوي جزء لا يتجزأ من الإعلام العام، له غايات وأهداف ومبادئ وخطط وبرامج، وهو يعمل في حقل التربية ويستهدف شريحة الطلاب والطالبات والمعلم والمعلمة وجل التربويين والتربويات، ووسائله عديدة التي جعل منها جسر عبور لتحقيق أهدافه وغاياته، وكافة تطلعاته بغية الإسهام الحيوي والفعال في خلق جيل النهضة والتقدم والرفاه الحضاري، فضلاً عن القيام بدور القائد في شحذ الهمم وتوليد الطاقات وبعث القدرات، وتوظيف كافة الإمكانات لخدمة التوجه الأعلى والأعظم المتمثل في إنتاج الشخصية الإسلامية والوطنية والقومية التي تقدر واجباتها نحو الله ثم الوطن والشعب وتعمل على دفع مجاميع الشعب للاصطفاف حول دائرة البناء والإعمار والتنمية المستدامة للوطن أرضاً وإنساناً بعيداً كل البعد عن المكايدات والمزايدات والمناكفات السياسية والحزبية الطبقية وصولاً إلى توسيع دائرة الانتماء ليكون الانتماء للوطن هو المغلب والمقدم على كل وباقي الانتماءات الأقل وسعاً.
والإعلام والنشر التربوي هو إعلام متخصص له إدارة عامة في ديوان عام وزارة التربية والتعليم وله إدارة فرعية في مكاتب المحافظات ومكاتب المديريات والمناطق التعليمية، ونوصي بضرورة توسع عمل الإعلام التربوي ليمتد إلى المدارس والوحدات التعليمية والتربوية الأصغر حجماً، بحيث يكون في كل مدرسة مسؤول إعلامي ولجنة إعلامية وجماعة للإعلام التربوي من بين الطلاب حتى تكون العمل أكثر تنظيماً وذا مردود وفائدة تذكر.
ولا نخالف الصواب إن قلنا بأن الإعلام التربوي يواجه ظروفاً صعبة من شحة الإمكانات المادية إلى شحة وقلة الفهم لدور هذا المكون البارز من مكونات الحقل التعليمي والتربوي، إذ نناشد معالي أ.د/عبد الرزاق الأشول ـ وزير التربية والتعليم بأن يتفانى في دعم الإدارة العامة للإعلام والنشر التربوي وفروعها في مكاتب محافظات الجمهورية وتشجيع العاملين في هذا المجال مادياً ومعنوياً والعمل على إبعادهم عن كل ما يؤخر تفكيرهم وإبداعهم في هذا المجال الحيوي الهام، فالإعلام التربوي هو الوجه الآخر لوزارة التربية والتعليم وهو لسان حالها وله مهام جليلة وعظيمة إذا قمنا بدعمه خير الدعم، فإننا سنسهم في تقدم ورقي العملية التعليمية والتربوية.
إن الإعلام التربوي هو الدعامة الأكيدة للرفع من مستوى أداء العملية التعليمية والتربوية وهو في اتصال دائم ومستمر بالطالب والمعلم وإن كان هذا الاتصال هامشياً وسطحياً، إذ يجب أن نخطط تخطيطاً سليماً وحيوياً لعمل الإعلام التربوي وإفساح المجال أمام كوادره للارتقاء بمستوى الفاعلية والتأهيل لعقد الدورات المتخصصة إدارياً وفنياً من أجل إنتاج فعل عظيم للإعلام التربوي الذي آن الأوان من أجل تدشين مرحلة جديدة من الابداع التربوي تزامناً مع توديعنا لعام ميلادي سابق ودخولنا إلى أعقاب عام ميلادي جديد نسأل من الله عزوجل أن يكون عاماً للعطاء ولتأكيد الحقوق وتقدير الواجبات، وللدفع بالعملية التعليمية والتربية إلى أعلى مستوى من الفاعلية وحصد الثمار المرجوة في الحصول على جيل يقدس الواجبات ويقدس ضرورة بناء يمن جديد حر مستقل مؤهل تأهيلاً عالياً ثقافة وسياسة وعلماً من أجل بناء يمن الثاني والعشرين من مايو المجيد عام1990م.
وحتى يكتب للعملية التعليمية والتربوية قدراً عالياً من النجاح لابد وأن يتأكد اهتمامنا بالإعلام التربوي، كونه المعبر والمترجم الأوحد لمكونات العملية التربوية والتعليمية وللموقف التربوي والتعليمي برمته.. إذ لا يسعنا في الختام إلا أن نشد على يدي الأخ/إسماعيل زيدان ـ مدير عام الإعلام والنشر التربوي في ديوان عام الوزارة ونقول له مزيداً من الجهد ومزيداً من البذل والعطاء حتى تتأكد قيم المسؤولية والإبداع والتألق في الحقل التعليمي والتربوي وحتى تقدم رسالة مقروءة محلياً وإقليمياً ودولياً.. والله من وراء القصد.
عصام المطري
الإعلام التربوي ماذا عنه؟ 1543