لاشك أن الجميع يتحملون المسؤولية الوطنية الإنسانية والدينية تجاه ما يحصل من انفلات أمني في بعض المدن وإحباط وتقاعس حكومي وتعامس إداري أحياناً وتقصير مقصود وغير مقصود من المتجردين من الوطنية وبياعي المبادئ والثوابت الوطنية لمن يزيد.. فمسؤولية الوطن والأمن والاستقرار مسؤولية جماعية متكاملة تخص في المقام الأول الجهات ذات العلاقة, الحكومية بشكل عام والداخلية بشكل خاص, وذلك لمالها من دور أساسي ومهني في الحفاظ على الأمن والاستقرار وسلامة الوطن والمواطن, وهذا لا يتحقق إلا من خلال الدعم الكافي لمنتسبي الأمن والشرطة الضبطية أو المرورية من خلال تطبيق الأسس المهنية والأخلاقية والمهارات الفنية وفق ما يترتب عليه الهدف الأساسي من الانتساب لهذه الأكاديمية ذات الشرف الرفيع لكل من يفتخر بها وينتسب إليها.. فلا بد من وجود ضوابط وحوافز تجعل من رجل الأمن له طموح ورقي في تأدية مهامه نحو الأفضل, إما بتقديم خدمات يرضى بها الوطن والمواطن أو من خلال الدعم الكافي لرجل الأمن في استقراره وترقيته, فالعمل متكافئ ومهم للفريقين..
نريد أمناً يؤمن المواطن.. نريد أمناً يصون كرامة المواطن.. نريد أمناً يحفظ حقوق المواطن.. نريد أمناً يؤنس المواطن, يجده في كل مكان, يجده في كل نائبة, في كل مشكلة قبل وقوعها.. نريد أمناً له واجهة مشرفة مرتبة نظيفة ذات طابع وسلوك يتعامل مع أناس يحتاجون للفحص الإكلينيكي والرعاية النفسية لكل من يتردد على الإدارات الأمنية من المواطنين.. فقد يقول قائل: من المستحيل يحصل هذا.. ولماذا في الدول الأخرى عكس ما نحن فيه.. فأقول: من يضع الهيبة لرجال الأمن ومن يسندهم ومن يعينهم ومن يبلغهم بالأحداث وبالجرائم قبل وقوعها.. من يشعرهم بأهميتهم.. هو المواطن.. هو الذي يجعل من نفسه وكأنه رجل من رجال الأمن.. وكأنه معني ومتحمل المسؤولية, لأن الموضوع والقضية وطن.. دين.. أخلاق.. أمر بالمعروف ونهي عن المنكر.. تعاون.. تقديس للإنسانية.. وللإنسان..
عكس مجتمعاتنا نشكو الفساد وننتخبه.. ننتقد الغلط ونأتي بأكبر منه.. نتفرج على الجرائم.. ونعرف المفسدين ونعرف السرق ونعرف منهم القتلة.. ونقدم الرشوة... ونحلل الحرام.. ونرمي القمامة على الأرض.. ونستهزئ برجل الأمن.. ونسكت على كل شيء.. وبرضانا نفقد كل شيء.. وبنفس الوقت نريد من الحكومة كل شيء.. فلا شك أن الحكومة عليها الدور الأكبر.. وهي من تتحمل المسؤولية الكاملة على رعاية المواطن وعلى تأمينه وتطمينه, وبنفس الوقت الم نكن مسلمين لنا أخلاقنا ولنا ضوابط وأساسيات أخلاقيه وإنسانية نضعها نصب أعيينا حتى ننعم برضى ربنا وأن نقوم بواجبنا نحو الأسس الدينية والإنسانية والوطنية للتعاون مع رجال الأمن, نعطي ونبذل ونخلص للتعاون من أجل وطننا ومستقبل أبنائنا وحتى نحصل على ما نريده.. يداً بيد مع رجال الأمن.. والله المستعان.
د.فيصل الإدريسي
اليمن الجديد وعلاقة الأجهزة الأمنية بالمواطن 1729