ثورة 11فبراير من أرقى ثورات الربيع العربي، لأنها بدأت سلمية وأسست لمرحلة انتقالية أولها الوفاق،أوسطها (الحوار) وآخرها (الدستور والانتخابات) التي ستكون الطريق للحكم الرشيد والدولة المدنية..
من أروع ما أنجزته ثورتنا صناعة قناعات لدى المجتمع اليمني لرفض الوصاية أياً كانت وفتحت الأبواب مشرعة لردع الظلمة ورد المظالم لأهلها في الجنوب والشمال..
أثبت اليمنيون أنهم شعب صانع تاريخ وصاحب جذور حضارية وتجلت فيه الحكمة طوال تعاطيه مع أحداث الثورة الشعبية سواء أحداث العنف أو الحوار أو الاختلافات أو التعاطي مع الإقليم والمجتمع الدولي وأخيراً في إدارة حكومة الوفاق رغم المعوقات والمؤامرات وأرجو من القارئ لكي ترسخ هذه المعاني أن يحاول المقارنة بيننا وبين المصريين والسوريين..
أعتقد أن أعقد ملف مر علينا أثناء الثورة هو ملف التحالفات سواء الظاهرة أو المخفية المشبوهة أو الوطنية، فمن كان يتوقع أن يتحالف الجلاد (صالح ) مع الضحية (الحراك المسلح والحوثي) إلا في اليمن ومن كان يعتقد يوماً أن المثقفين ومنظري العلمانية الذين حتى الصلاة لا يؤمنون بها (بعضهم) سيأتي يوماً ويلتقون مع أعتى فرق المذهبية (الاثنى عشرية ) ويقبلون يد المرشد الذي لم تتحرك قيد أنملة لمصافحتهم أثناء لقائه معهم في طهران..
ناهيك عن تحالفات القوى الثورية مع قيادات مؤتمرية وتحالفات القبائل مع القوى الثورية وتحالف بعض أصحاب المشترك منفرداً مع الحوثي وتحالف العسكر مع القاعدة وتحالف العسكر مع الثوار وتحالفات أخرى لا يحصى عددها، جعلت الكثير من الباحثين السياسيين الأجانب من تعقيدها ينأون بأنفسهم عن تحليل المشهد اليمني.
ومن محاسن الثورة الشعبية أنها ساهمت في إيجاد جيل سلفي يتميز بالعقلانية والموضوعية بعيداً عن التعصب واحتكار الحقيقة والفرقة الناجية وبدأ يؤمن بالتعايش مع الآخر والمشاركة في الحياة السياسية ومن أهمها حزب الرشاد وحركة الحرية والبناء السلفية، لدرجة أن احد المسحوبين على اليسار حضر لهم ندوة في إب عن "الحوار الوطني فريضة شرعية" جعلته يقول في ختامها: صدقوني لو فكرت بالانتماء لإحدى الجماعات الإسلامية فسأنضم لحركة الحرية والبناء السلفية.
وأخيراً ما أعتقده أن ثورتنا ستصل لتحقيق كامل أهدافها، لأنها ثورة تقدم الوطن على المصالح والوفاق على الخلاف والحوار على العنف وتترفع عن الأحقاد..
فؤاد الفقيه
من وحي الثورة 1687