salafeef2012@yahoo.com
بقيم عميقة وبهموم عالية وبيقظة نبيلة خرج شباب اليمن بصدورٍ عارية, خرجوا من كافة الطبقات, خرجوا في حالة من الــلا وطن والـلا قانون واللا دولة, باحثين عن وطن وعن قانون وعن دولة .
تتزاحم الحروف وتتنافر الكلمات حينما نتكلم عن شرارة الثورة الشبابية الشعبية السلمية, تعجز التعابير عن وصف عملاقيتها وعملاقية مشعليها ومناضليها .
بعد ان كان عنصر الشباب خاملاً في واقعنا السياسي, بعد ان كانت الفئات والجماعات ومراكز النفوذ هي الوحيدة المناط بها التغيير أو على الاقل لديها القدرة على التغيير, شاءت إرادة الله ان ينشط عنصر الشباب ليقود التغيير بطريقة مبهرة وبنمط فريد لم يحدث البتة.. خرج الشباب يحملون الورود, يحملون الامل, يحملون حلم الدولة.. صرخوا بحناجرهم الهادرة ناشدين الحرية والكرامة والعيش الكريم, ناشدين وطناً يعيش فيه الجميع تحت اطار القانون ضمن منظومة الدولة. .
ترصدت بهم رصاصات الموت وراقبهم الحقد الاسود, اوعز القاتل الى سفاحيه بإطلاق النار على "زهور الشباب "! سفكوا دماءهم المعصومة ووضعوا حداً لثورة بعضهم .. استمر عنصر الشباب بالتفاعل وازداد وهج الثوره بانضمام قادة عسكريين وأمنيين وسفراء للثورة. .انهارت قوى من تبقى مع القتلة ممن لم يدركوا قطار التغيير, فارتعدت فرائصهم, قل جماحهم السلطوي وتلاشت آمالهم بإخماد شعلة الثورة... دشنوا مرحلة جديدة عبر العقاب الجماعي وقصف المدن و..... الخ واستمرت الثورة في مسارها المرسوم .
جاءت المبادرة الخليجيه ليخرج الجميع بماء الوجه.. لتحقن الدماء, لنحافظ على ما تبقى من بقايا " وطن " قبل الجميع بها طواعيةً وكرهاً باستثناء " قلة ", اتت الانتخابات وتربع هادي على كرسي السلطة كمعطى " اجباري - توافقي " من معطيات المبادرة الخليجية واليتها التنفيذيه المزمنة. .
بعدها مررنا بمرحلة " ثورة المؤسسات كامتداد طبيعي للثورة الشبابيه في الساحات واستمرت الحناجر تهتف في الساحات مطالبة بقرارات تنهي الحالة المزرية التي تعيشها المؤسسة العسكرية والأمنية طويلاً, خرجت بعدها القرارات الجريئة التي انهت انقسام الجيش .
كل المراحل التي مررنا بها كان للشباب الفضل الكبير في صياغة تفاصيلها وهم الطرف الابرز الذي دفع ثمن مجرياتها.. بفضل الشهداء الذين بذلوا دماءهم من اجل ان نسعد جميعاً.. بفضل انات الجرحى والمصابين .
اخيراً : سيكتب التاريخ بأحرف من نور وفي انصع صفحاته بان شباب اليمن خرجوا بثورةٍ سلمية, واجهوا رصاص الموت بصدورهم العارية وضربوا اروع الامثلة في الصبر والثبات ورباطة الجأِش.. وستبقى الثوره اليمنية ابد الدهر نموذجاً رائعاً فريداً ونادراً يحتذى بها في قادم الاجيال.
سلمان عبد الرقيب العفيف
شباب الثورة و" ميلاد الوطن الجديد" 1450