تحتل تعز مكانة سامقة وعظيمة في قلب كل يمني عشق تراب هذا الوطن المعطاء وماذلك إلا لأن تعز لها فضائل عديدة على الوطن برمته من فجر التاريخ إلى اليوم, فالكثافة السكانية في هذه المحافظة الباسلة أغرت الكثير من أبنائها الميامين بالهجرة الداخلية في بعض محافظات ومناطق اليمن حيث يجد المرء متسعاً من الرزق الوفير مثل الهجرة إلى صنعاء وعدن وحضرموت والحديدة.
ولتعز مقام رفيع, ذلك لأن أبناء تعز في تلك المحافظات يتمتع أبناؤئها بالثقافة العالية وهم من ذوي المؤهلات العالية والرفيعة وتزدحم دواوين الوزارات والمصالح والهيئات في صنعاء وغيرها بهم, ولا أخفيكم قولاً بأن سبب التثقيف العالي يعود إلى نشوء الأحزاب وتكون نواتها في داخل تعز وقيادات الأحزاب السياسية معظمها من تعز, وكانت تعز تلعب دوراً متوسطاً إبان التشطير البغيض فترعى المناضلين الفارين من الجنوب "سابقاً" وتقدم لهم بشتى سبل العيش الأرغد.
ولهذا أعزائي كبرت تعز في نفوس اليمانيين واحتلت مكانة مرموقة كيف لا وهي بلاد الثقافة والمثقفين الرائدة, فجميعنا يدين لتعز, وجميعنا يحب تعز وما يحب أن يرى منا تعز عاصمة للثقافة يخلو فيها حمل السلاح ويتناقص عدد المسلحين فيها يوماً بعد يوم فالأخرين المناطقيين العنصريين لايريدون أن يروا تعز بلداً أو محافظة هادئة تنعم بالثقافة والدفء والسلام, فتعز كانت وماتزال الوقود الحقييق لثورة الشباب الرئدة التي أدقت علينا بالعافية والأمن والسواد.
وتعز تعد مرتعاً خصباً لأبناء المحافظات جميعهم دون استثناء سواءً المحافظات الجنوبية أم المحافظات الشمالية, فأبناء صعدة وصنعاء وحجة والمحويت يتكاثرون في تعز ويكونون جيلاً أو ثلاثة أجيال تعود أصولهم على تلك المحافظات, فتعز مظلة لجميع أبناء الوطن ولأنها عاصمة الثقافة, فهي تحتضن جميع أبناء الوطن حتى أولئك الذين ناصبوها العداء, وأملنا بعد الله عظيم في أن يوقف القيادة السياسية الظافرة بأن تحسن الاختيار بتعيين محافظ توافقي يتوافق عليه جميع أبناء تعز بقواهم السياسية المختلفة, وهذا ما سيمكن تعز من تبوء عرش العاصمة الثقافية وستهدأ المشاكل والإشكاليات ويجب على القيادة إعادة النظر في الاختيار.
إننا على يقين بأن تعز ستظل عاصمة الثقافة ليس لأبناء تعز وحدهم وإنما لأبناء الوطن برمته شماله وجنوبه شرقه وغربه, فهنيئاً لتعز هذا الوسام, وبوركت يدي القيادة السياسية ممثلة بالأخ/ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على إصدار مثل هكذا قرار يعيد الحق إلى نصابه ويعترف بجميل هذه المحافظة الباسلة على الشعب اليمني العظيم واليمن قاطبه, وعلى أبناء تعز الميامين تقع مسؤولية الارتقاء بتعز إلى مستوى لائق أكثر من عاصمة ثقافية من خلال تكريس فهم الإخاء والتسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب والله من وراء القصد.
عصام المطري
تعز.. طبيعة ساحرة وثقافة رائدة 1718