الحشود التي تتدفق على ساحات الاحتفال المختلفة بعدن وبمئات الألاف تعبر عن انتصار الجنوبيون لإرادتهم وحريتهم التي أراد لها عهد الرئيس السابق طيلة عشرون عاما من الحكم العائلي أن يدوسها بقوة الأجهزة الأمنية وبسياسة الإقصاء والتسريح.. حاول من خلال الكبت والحرمان والعنف أن يثني الجنوبيون عن تطلعاتهم لصناعة مستقبل واعد بالخير والعدل فلم يستطع رغم كل هذا وها هم اليوم باحتفالاتهم مع اختلاف وجهات نظرهم يضعون أقدامهم على الخطوات الحقيقة التي ستسهم في رسم المستقبل.
ونقول بأن التعبير السلمي والحضاري للجميع هو ما ينبغي أن تكون عليه احتفالات الجميع وتفويت الفرصة على من يريدون جر الجنوبيون فيما بينهم للعنف, والسلمية هي التعبير الحقيقي للروح الجنوبية الأصيلة.
الجنوب والمرحلة الانتقالية
من محاسن الفترة الانتقالية أنها أعادت بصيص الأمل للجنوبيين بإمكانية الشراكة الحقيقة في ضل الوطن الواحد وترجم ذلك بانتخاب الرئيس هادي رئيسا لكل اليمنيين وبتعيين رئيس الوزراء وما يقارب من ثلث الحكومة بالإضافة لتعيينات في الأجهزة الأمنية والعسكرية بل ولجان الحوار الوطني وممثلي الأحزاب من أبناء الجنوب وهي برغم من أهميتها لكننا جميعا نتطلع لقرارات وإنجازات قبل انتهاء الفترة الانتقالية وحتى الحوار لتعيد الحقوق المصادرة والمسرحيين من وظائفهم ومواقعهم وتعوض المتضررين ومن نهبت ممتلكاتهم سواء عقار او أرض أو مال وقبل كل شيء ان يقتص ممن أساءوا وارتكبوا الحماقات بحق اليمنيين جميعا ولعل إخراج قانون العدالة الانتقالية لحيز الوجود والتي يحاول البعض إعاقته حتى لا يسهم في طي آلام الماضي ويصفي النفوس من شوائب الفترة المأساوية على اليمنيين.
الصوت الأعلى
أعتقد بأن اليوم 21 من فبراير سيكتب في تاريخ اليمن بأحرف من ذهب فاليوم الصوت الأعلى هو صوت الشعب وليس صوت القوة والمذهب والمشاريع الصغيرة
غدا سيتحدث أبنائنا أن اليمنيين في هذا اليوم احتكموا للصندوق ولإرادة الجماهير وامتثلت أقوى القبائل اليمنية للقانون وللرئيس هادي ابن أبين بل سلمته عرش صنعاء ودافعت عنه بالغالي والنفيس ضد المشاريع الصغيرة التي تريد ان تعيدنا لمربع (أنا وحقي ومن يقولوا لهم وجدي) المربع الذي غادره اليمنيون ليصبح الصوت الأعلى هو صوت الشعب صوت المصلحة الوطنية صوت الشراكة الحقيقة وللوطن اليوم ولهؤلاء العظماء شمالا وجنوبا نقول لهم مبروك عليكم عيدكم هنيئا لكم حكمتكم دمتم فخرا لسياسي العالم وقبائله واحزابه وشعوبه.