رحل تشافيز ـ أحد زعماء الممانعة في أميركاـ لقد غادر الدنيا بروحه وجسده وخلف وراءه تركة كبيرة من الشجاعة والصمود والحنكة في مواجهة الاستكبار الغربي وعلى رأسه أميركا ليس في فنزويلا فقط ولكن مع رفاقه في أميركا الجنوبية فقد أدركوا أن الغرب يبحثون عن مصالحهم فقط ومن أجل ذلك يسخرون كل أوراق القوة التي يمتلكونها سواء الفكرية أو الإعلامية أو الاقتصادية أو العسكرية في حمايتها والتوسع ولو على حساب شعوب وقارات بأكملها فقرر أن يقف سداً منيعاً أمام هذه السياسة وليس هذا فحسب بل ومحاربتها في المحافل الدولية..
ورغم أهمية القارة الأميركية الجنوبية لأميركا بالذات, لكن الأمريكان ومن ورائهم التحالف الغربي وبعد مؤامرات ودسائس وتحريض واستهداف اقتصادياتها فقد بائت بالفشل ولم تستطع أن تكسر شوكة التحرر من الهيمنة الغربية في فنزويلا وغيرها بل تمددت وتوسعت في أرجاء القارة وحافظوا على ثرواتهم وسيادة بلدانهم واستقلالية قرارهم الدولي واضطر الغرب للتعامل معهم وفقاً لمعطياتهم هم لا معطيات القوى الكبرى, وفي نفس الوقت حافظوا على حكمهم..
كم كنا نتمنى على حكامنا العرب أن يحذوا حذوهم, ولوفعلوا لما كانت ستقوم يوماً ضدهم ثورة ولم يضطروا لترك عروشهم أذلاء بعد أن قدموا شعوبهم وثرواتها قرباناً للقوى العالمية من أجل الحفاظ على كراسيهم واليوم الغرب يقود المؤامرات على دول الربيع العربي ويدعم أعمال التخريب والانقلاب على الشرعية وتدمير الاقتصاد سواء في مصر أو تونس أو غيرهما من أجل تقديم قرابين الولاء للقوى الغربية لتصبح أنصاف ثورات وأخماس سيادة وحكومات بلا قرار وما على قادة الربيع الأ الصمود فما استطاع العالم أن يهز شعرة لحكومة حماس رغم الحصار والتواطؤ الداخلي والعربي مع الاستكبار الصهيوني والغربي لأنهم حملوا مشروعاً وقيماً فحملتهم لتجبر العالم على التعاطي معهم وفق رؤاهم رغم أنهم في سجن كبير.
فؤاد الفقيه
تشافيز وأميركا العاجزة 1402