إذا كنت تقود سيارتك ليلاً متجهاً من صنعاء إلى عدن فإنك لا تحتاج أبداً أن ترى أكثر من مائة متر على ضوء مركبتك وستصل وجهتك, لأنك قد حددت الهدف والسير وزمنته, لكن إذا كنت متجها إلى غير وجهة فلن تصل ولو كنت في رابعة النهار.
سأسأل الآن سؤالاً: هل حددت ماذا ستكون عليه أنت بعد عشرين عاماً؟ لابد أن تحدد ذلك بالعام والشهر واليوم بين نقطتين: يجب أن تكون صادقاً مع نفسك وواضحا إذا أردت أن تنجح.. لا تزايد، لا تخف الحقائق، تحمل مسئوليتك أنت، حدد ماذا تريد ومتى ثم تحرك الآن ولا داعي أن تظهر لك كافة الأمور بل يكفي إضاءة مائة متر, لكن الهدف واضح والمشروع واضح وأنت تتحرك..
أيها اليمنيون: إن لله سنناً ثابتة في الكون من لم يمش على وفقها في حياته فهو فاشل على أقل تقدير.
إننا إذا سألنا عقولنا وضمائرنا أين ستكون اليمن في عام 2032م في مثل شهرنا هذا؟ هل ستكون دولة مصنعة؟ هل سنكون قبلة للعلم والتعليم للعالم؟
إذاً فلنحلل الوضع بصدق, بقوانين وسنن الله التي وضعها لخلقه لتوصلهم إلى النجاح.
تعالوا ننظر إلى سيرنا خلال عشرين سنة ماضية, لنرى النتائج التي وصلنا إليها الآن ..
أولا في مثل هذا الشهر من عام 1993م،..إننا نعيش في يمن موحد، هذه قفزة هائلة وعظيمة وحدث تاريخي كبير.. العملة قوية, الوضع التعليمي والاقتصادي والأمني أفضل كثيراً جداً .. ماذا فعلنا ؟! سلمنا اليمن لقيادة ووضعنا بيدها مستقبل اليمن, ومن حقهم ذلك كأي مواطن ولكن الآن بعد عشرين عاماً وهذه القيادات نفسها إلا النادر ولا حكم للنادر، الأدوات نفسها، طرق الحكم وطرق التوظيف والتعيين وطرق الإدارة المالية والإدارية والأمنية والتعليمية والاقتصادية هي هي، والأشخاص الذين قادوا اليمن كانوا هم وأعني بالقيادة ما يشمل القيادة الحكومية والقيادة السياسية من قادات أحزاب من السلطة والمعارضة.
قيادات مالية وبيوت تدير المال هم هم ولا غير, حتى القيادات التعليمية في الجامعات، مدرسين وإداريين. القيادات الاجتماعية هم الطاقم نفسه من عكفة وتابع ومتبوع، قيادات وأدوات العمل الإسلامي هم هم.. مجلس النواب أكثره هم أولئك الذين مل مصور نشرة التاسعة من تصويرهم.
إذاً ماذا حققت هذه القيادة في عشرين عاما؟ نحن الآن في مارس 2013 دعونا نرى التعليم وهو الأهم ويكفي أن أقول انعدم الآن بكثرة من يستطيع نقل الغش من الكتاب وهو بين يديه!!
أما الاقتصاد, فاليمنيون أفقر العرب وعلى حافة التهلكة، أما الأمن والاستقرار فأين هو؟ أما السياسة فاليمن تحت الوصاية الداخلية والإقليمية والعالمية، أما التعيين والتوظيف فبالمعرفة وبالمواصفات الواردة في سورة (المنافقون) إلا من كان فلتة, أراد الله له ذلك ابتلاء.
بالله عليك لو كانت هذه مؤسسة تملكها أنت وقررت أن تتخذ إجراءات للنهضة بمؤسستك فما هو الإجراء الذي ستتخذه؟ إن قلت سأجامل، أو ألقي خطاباً فيهم صريحاً مهدداً ومتوعداً ومتشكياً، أو سأزيدهم فرصة تالية عسى ولعل، أو سأهدد.
فاعلم أنك بلغت حد السفه ويجب الحجر عليك شرعاً وقضاءً، لأنك تدمر نفسك ومالك بقراراتك الفاشلة؛ لأن هؤلاء لو فيهم نفع لنهضوا بمؤسستك خلال فرصة عشرين عاماً.
إذاً ما الحل؟ اسأل، شاور، واستشر المؤسسات الناجحة، سيقول لك جميع الخبراء والناجحين: الحل هو ثورة تغيير، أولاً قرر فصل وعزل جميع هذا الديكور، وغير هؤلاء وسيتغير الوضع, ثم ضع قيادة ناجحة كفؤة وإياك أن تعيد تموضع الفاشلين في مكان آخر لأجل طرف آخر.
إنها سنة كونية في التغيير "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
ويكفي أنك حددت الوجهة وانطلقت برؤية 100 متر وسيبدأ النجاح حينئذ