في المجتمع فئة جلبت على تسميم كل جو يعيشون فيه وحيثما حلوا كانوا أداة لزرع الكراهية والاستئثار بكل شيء على حساب الآخرين وتعكير كل أجواء للمودة والصفا وهمهم التفريق لا التجميع وتحقيق المصلحة العامة هو آخر ما يفكرون بإنجازه.
وهؤلاء ينقسمون بحسب الأجواء التي يتواجدون فيها، فبعضهم مسمم أجواء سياسي، سواء كان في السلطة أو في المعارضة ويكون هو صاحب القرار الأول ولكنه يثير الحروب والنزاعات لتحقيق مكاسب خاصة محلية أو خارجية ويعمل على تمزيق الأحزاب وإعاقة منظمات المجتمع المدني وينهب المال العام ويثير الأحقاد بين المجموعات الوطنية ويستخدم الوظيفة والمال العام بشكل انتقائي وإقصائي وجهوي بشكل يورث الحقد والغبن وبلا حدود..
وإن كان في خارج السلطة فتراه يسعى للتخريب ويتحالف حتى مع الشياطين من أجل إعاقة التنمية وتعطيل الاستقرار السياسي ويبحث عن كل زلة للنظام من أجل تشويه الإنجازات ويتحدث عن الحوار وهو يزرع الألغام في طريقه وعندما تقطع الطريق أو يستهدف الكهرباء والنفط يشعر بالطمأنينة وعندما يختلف الشركاء يبادر لتوسيع الهوة.
وهناك نوع آخر وهو مسمم أجواء اجتماعي سواء كانوا في مؤسسة حزبية أو مدنية أو عقال حارات أو مثقفين أو حتى عضو في مقيل، فهم يثيرون النزعات الاجتماعية والسلالية ويدافعون عن الظلمة وناهبي المال العام ويفتنون بين المتحابين والأصدقاء ويسعون لإفشال أصحاب المشاريع الناجحة وينتقدون كل متفوق وهم أيضاً بوق لكل التفاهات ويومهم سراب إذا لم يؤذوا هذا أو ذاك.
وأخيراً هناك نوع من مسممي الأجواء الاقتصادية وهم قلة، لكنهم موجودون في التهريب وموجودون في السمسرة بالمكاتب المالية وموجودون بالتلاعب بالمناقصات والمواصفات ويحتكرون السلع.....الخ.
هذه النوعيات من الناس كارثة بحق المجتمع ولكن عزاء الناس أنهم لا يفلحون في نهاية المطاف مصداقاً لقول الله تعالى (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله).