اليمنيون يصنعون تاريخاً اقتصاديا نادراً, فرغم الأوضاع السياسة والأمنية شبه لا مستقرة في البلد بسبب أعمال التخريب التي كلفت الميزانية قرابة 4مليارالعام الماضي وكذلك الحراك والحوثي وسعيهم نحو إضعاف الحكومة والبلد, إلا أن اليمن وبحسب مصادر عالمية حقق نسبة نموا العام الماضي نحو 4% ووفر مليار دولار لخزينة الدولة وتستقر العملة والأسعار ويتم توظيف اكثر من 65 الف مدني, ناهيك عن العسكرية..
تصوروا معي لو أن هناك استقراراً سياسياً والناس متفرغون للبناء والتنمية وصدقوني مبلغ الـ 3مليار ومائة مليون دولار الذي ذهب للصحراء بسبب تفجير أنابيب النفط كانت كفيلة بتحسين الوضع الاقتصادي لأكثر من 30% للطبقة الفقيرة في البلد.. وتصوروا لو أننا استغلينا بعيداً عن دسائس البعض واستخرجنا نفط الجوف وصدرنا البن والأسماك بعد توفير الدعم للصيادين والمزارعين واتفقنا مع البيوت التجارية اليمنية في أنحاء العالم للاستثمار في الوطن واستردينا الأموال المنهوبة من العائلة وغيرها واستكملنا التنقيب عن المعادن والذهب وأصبحنا قوة دولية تفرض هيمنتها على الممر البحري الدولي وفرضنا على السفن ترانزيت في السواحل اليمنية وقمنا بتحويل سقطرى لمنتجع كبير يتوافد إليها مئات الآلاف من السياح في الشهر لتمتع بالحيوانات والطيور النادرة والأشجار التي لا وجد إلا في اليمن فقط.. حينها لن أبالغ إن قلت أننا سندفع كل ديوننا للعالم بسنة واحدة ما فعلت لجزائر قبل فترة وسيصبح دخل اليمني في اليوم الواحد 300 دولار بدلاً من 3دولار الآن وسيصبح عدد الفقراء في اليمن أقل من 3% وسيفضل اليمنيين العمل الخاص على الحكومي وسنضطر لتجنيد أجانب في الخدمة العسكرية وبعيدا عن الحساد سنولد لكهرباء بطاقة 120% من احتياجاتنا.. الخ.
ولعل هذا إخواني ما جعل بعض دول الجوار تتوجس خوفاً من قيام دولة قوية جنوب الجزيرة العربية, لأنها بحسب اعتقادهم الخاطئ سيؤثر سلباً على مصالحهم وهو ما يدعونا نقول لهم يجب أن تكون علاقاتنا قائمة على مبدأ لا ضرر ولا ضرار وتبادل المصالح وأننا جميعاً قوة على أعدائنا وأن يحترم كل منا سيادة الآخر وقناعاته بعيداً عن سياسة الاحتواء ولي الذراع ودعم المعارضين والسكوت عن المخربين, وحينها ولا شك أن إيران ستقلع عن التدخل في اليمن والبحرين وستترك الجزر الإماراتية واقتصادها للإماراتيين ولن تفكر في تأجيج الطائفية بالكويت والسعودية ولن يستطيع من هب ودب أن ينهب خيرات بحر العرب والأحمر أو إرسال أساطيله بدعوى مكافحة القرصنة (صنيعة الغرب ) وستذهب الأموال التي تنفق على جبهة التخريب في مصر دعماً للدولة التي بدورها ستدعم الفلسطينيين الذين سيكفوننا مؤنة اللوبي اليهودي الذي يعمل في أنحاء لعالم ليلاً ونهاراً لمنع أي تقارب مع بعضنا ويفشل كل محاولة حتى لتكامل اقتصادي إسلامي.
ما أريد أن أقوله إخواني في الأخير أنا وحدنا من شجع أعدائنا على تحقيق خططه وطموحاته بإضعافنا ونهب خيراتنا وذلك بسبب تفرقنا وعم تفهمنا لبعضنا, بل وسيطرة الخلافات بيننا على علاقتنا وهذا مصداقاً لقول الله عز وجل (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ).
فؤاد الفقيه
قصة اليمن مع الجيران 1673