مرت سنة وتليها أخرى على المرحلة الانتقالية والوضع في اليمن كما هو عليه.. لماذا نكذب على أنفسنا حينما نقول ويقولون أن اليمن قد تعدى مرحلة الخطر وهو في التقدم نحو الأمام؟, فالكل يرى ويسمع عن اغتيالات ضد شخصيات سياسية وأوضاع مؤسفة وأحداث واقعية وتظاهرات تتحرك بقيادات حزبية لا داعي لها أساساً وإنما الهدف من هذا كله هو كركبة الوضع في المنطقة.
إن الوضع في اليمن يتجه نحو الانحراف الهائم والانهيار الواسع من جميع الجوانب سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو ثقافيًا أو اجتماعيًا.. فإذا نظرنا إلى اليمن من الناحية السياسية سنجد أن هناك مماطلة وتوجيه خاطئ من قبل قيادتنا السياسية في جميع الجوانب فنلاحظ أن هناك أحداث وجرائم واغتيالات ومشاكل هامة ولكنهم يغضون الطرف عنها.. والجديد في الذكر أن الاغتيالات تستهدف شخصيات سياسية كبيرة.. وهذا الأمر يجعلنا ندرك في ما أن لدى البعض يد في تلك الجرائم.. وإذا نظرنا إلى اليمن من الناحية الاقتصادية سنجد أن اليمن ولا شيء من اقتصاد العالم مع أن هناك ثروات عدة وأملاك حضارية واسعة وأماكن سياحية في قمة الجمال ولكنها وللأسف يستخدمونها لأشياء تخدم المصالح الشخصية وتحيط بمصالح الوطن..
أيضاً لا ننسى أن هناك أمراً عائقاً وهاماً, هو من دفعنا إلى الجهل والتخلف وفقد الوعي الذي أصبحنا بسببه نتجه نحو الأسواء شيئاً فشيئاً وهو السبب الرئيسي في انهيار الاقتصاد لما فيه من إهدار للمال والأرض والمياه, إنها شجرة "القات" التي أصبحت عادة يتناولها الكثير من اليمنيين.. فاليمن يواجه مشاكل عدة من بين هذه المشاكل غياب مستوى التعليم وانتشار التطرف وغياب الخدمات الطبية ومصادر المياه.
إن اليمن يخوض معارك عنيفة سواء في المحافظات الجنوبية أو في المحافظات الشمالية, فكلاها جزء من اليمن.. ففي المحافظات الجنوبية هناك حالة احتقان عبرت عنها تحركات وتظاهرات عدة شهدتها مختلف المحافظات الجنوبية تهتف برفع الظلم عنهم والنظر إلى مشاكلهم.. والأهم من هذا كله هو أن هناك أيادٍ خارجية وأولها طهران تقوم بتلك المشاكل والنزاعات على أيادي الحراك الجنوبي لتهديد اليمن وزعزعة الأمن والاستقرار.. وهذه النقطة تجعلنا نشك في أن اليمن يتجه نحو طريق مسدود ونفق عميق لا يستطيع أن ينجو منه..
ففي الحقيقة لا نعلم إلى أي منعطف نتجه إليه،، لقد أصبحنا نتوه ونسبح في عالم آخر غير عالمنا الذي اليوم ينطلق ويتجه نحو الأمام والتقدم والازدهار ونحن نعود إلى الخلف وفتح باب المشاكل والفوضى والصراعات والبعض اتخذها تصفية لحسابات سابقة وهذا سبب الجهل في انضمامنا إلى حركات وتيارات خارجية من اجل مصالح شخصية تهدم بمصالح أوطان.. فإلى أين يتجه بنا هذا المطاف وإلى أي طريق يجرنا به هذا القطار.. هل إلى طريق النجاح في ظل تصاعد الفوضى أم إلى طريق الهاوية وضياع الوطن؟.
إن اليمن اليوم يعيش حالة من الاحتقان والفوضى بعد ما انتظرنا الأمل من الحكومة لتحيي بقدراتها وعزيمتها وتفاجأ الشعب اليمني بأفعال حقيقية تهدئ من غضب الشارع واستقرار الوضع في المنطقة, ولكن للأسف حكومتنا ليست حازمة وجدية مع الشعب من قبل النظر إلى ارض الواقع وإنما غائبة تماما عن ما يجري في الساحة اليمنية..
فلقد مرت أيام وأسابيع وأشهر على مؤتمر الحوار الوطني دون جدوه أو نجاح.. مرة تلو الأخرى تعلن اللجنة انعقاد المؤتمر في تاريخ محدد ولكن للأسف لا يتم ذلك، والسبب هو ضياع الوقت في قضايا وهمية وأيضاً تدخل سفراء الدول في الشأن الداخلي حتى يتم نوع من خلط الأوراق والنزاع والتعصب بين مختلف الأطياف، ففي خطوة غير مسبقة لزيارة مجلس الأمن الدولي إلى العاصمة صنعاء الأحد الماضي وعقد اجتماع استثنائي يؤكد من خلاله على أن المجتمع الدولي واقفاً بجانب التسوية السياسية في اليمن وهي ضربة قاسية وصفعة قوية للذين لا يريدون التغيير السياسي ولا اللجوء إلى حوار وطني شامل ومن المتوقع والمؤكد أن نجد هناك قرار حاسم يتخذه مجلس الأمن بشان هؤلاء.
فنهاية المطاف هو أن اليمن يتجه نحو الانهيار العاصفي والإحباط المفاجئ إذا لم يتم انعقاد الحوار.. فبلا شك ومن المتوقع أن اليمن قادم على أزمة خارقة في مختلف المجالات تنهي اليمن من على وجه الأرض.
رسالة عاجلة
إلى فخامة الرئيس هادي، وحكومة باسندوة الغائبة عن الساحة: إن الوطن في خطر كبير وعظيم, بل في نفق مظلم ونحن لم ندرك واقعية الخطر.. فانتم تعلمون ذلك، فلماذا نكذب على أنفسنا ونقوم بالمراوغة والاحتراف بالتضليل والتقليل من هذه المخاطر بأقوال خيالية ووهمية دون أفعال جادة وحقيقية كما نريد ويريد وطننا الحبيب وكافة الشعب اليمني؟.. وماذا فعلتم في عهدكم؟ بل ماذا أنجزتم وماذا حققتم في وقتكم الذي مضى منه ما يقارب سنة وأكثر دون جدوى؟ وماذا عليكم فعله في الوقت بدل الضائع مادام عهد المرحلة الانتقالية على وشك الانتهاء دون أفعال جادة وخطوات ناجحة مادام مؤتمر الحوار الوطني قد تم عقده في 18 من مارس دون الخروج إلى حل لأي مشكلة؟ فإلى اين يتجه اليمن يا سادة؟!.. والله من وراء القصد.
راكان عبدالباسط الجبيحي
إلى أين يتجه اليمن؟ 2309