في مجتمع عبادة المال والسلطة يكثر الذين يبحثون عن الاحترام الاجتماعي، فيقدمون أنفسهم إلى المجتمع وقد سبق اسم كل منهم لقب "دكتور، أو شيخ" وهي وسيلة مضمونة لجلب الاحترام والأبهة في بلد لا يعاقب على انتحال الألقاب أو الادعاء بأنه شيخ بعكس دول كثيرة..
في إحدى البلدان الأوروبية ذاع حيث رجل أعمال عربي ناجح لا أريد أن أذكر بلده، قرر فجأة أن يحمل لقب دكتور كما هو حاصل في بلادنا الجميع دكاترة، ولما عجز هذا الرجل (!!) عن إثبات حصوله على درجة الدكتوراه وصورة من الأطروحة التي بموجبها منحت له الدكتوراه انتهى تماماً.. أندثر.. أما نحن في بلادنا الحصول على هذا اللقب سهل جداً من جامعات في الخارج كالهند، ومصر لا هي جامعات ولا هي محترمة والقائمة السوداء التي تضم أسماءها معروفة للمجلس الأعلى للجامعات في تلك البلدين، لكن طالما أنت بعيد عن هذا المجلس فسوف تصبح "دكتور محترم" حتى لو كنت "ساقط ثانوية" دكتور في أيش؟ غير مهم بل أن بعضهم انتحل اللقب في مجال مهني تصعب ممارسته وهو "الطب" ووصل أحدهم إلى منصب نائب مدير مستشفى، تبارك الله أحسن الخالقين!! والبعض من هذه النوعية في المجال الطبي يفتح عيادة لمعالجة الناس وهو ليس بطبيب وملأ هذه العيادة بمراجع ضخمة تشمل رفوف الحائط، وتلصيق الكثير من الإعلانات الطبية المصورة على حيطان العيادة، يوهم الناس بها من أنه عبقري زمانه.. قصارى القول نقول: إن انتحال الألقاب العلمية جريمة نصب لابد لها من عقوبة جنائية فهي تفتح الأبواب لكل محتال لكي يصعد إلى فوق ربما كرسي الوزير أيضاً ونحن ـ كعاداتنا ـ لا ندري، وكم نتمنى لو تفضلت وزارة التعليم العالي والجهات المعنية وطلبت من كل شخص يحمل لقب "دكتور" أن يوافيها أو يزودها بصورة طبق الأصل من الأطروحة التي تمت مناقشتها معه واسم الجامعة وبلادها لتأكيد على صحة هذا اللقب الممنوح له..
أما عمن يدعي شيخ فقد نصبت (أمي) من نفسها شيخة ولا هناك مانع في ذلك ولا حرج.. وقالت ما حد أحسن من أحد يا أبني أصه..
أحمد عبدربه علوي
آل دكتور آل!! 1537