الضالع تعيش وضعاً صعباً ومعقداً للغاية وأمر إنقاذها يتم مرة بعد أخرى, لكن هناك من يدفع الأمور إلى الـتأزم ويحاول أن يجرها إلى العنف ليستفيد من ذلك ليجني مكاسب سياسية أو أمور أخرى ويتم ذلك من قبل مجموعات تريد لها الدمار والخراب, لا يهمها إلا تحقيق مصالح سياسية من خلال اللعب بالنار فقط.
المحافظ بكل صراحة كل مرة يسعى محاولاً تجنيبها من الانزلاق في الخطر, بينما أبناؤها لا يدركون حجم المأساة والعزلة التي تعيشه والصورة المقيتة التي تصدر, هنا وهناك تنبعث مشاكل معقدة في المحافظة فيتم امتصاص الغضب وتهدأ, لكن المعيب في التنمية التي يفقدونها بسبب عدم إتاحة الفرصة للقائمين بأدائها والخسران الأول والأخير هو المواطن الضالعي الذي يقابل من يعمل لأجله بالجحود ومن يخلص معه يخذله.. المحافظ طالب كنا جميعاً نسوء الظن به وبعض الظن إثم, فالرجل يصدقنا القول دائماً أنه مع الضالع ولن يقبل إدخالها في أتون عنف وأن المعاملة بالحكمة يجب أن تستمر وأنه أكثر من مرة يتخذ العقل طريق له..
يقال عنه جنرال, لكنه أصلاً سياسي محنك لم يقدم على عنف بالرغم من مواقف عدة تتم, قطع طريق العام وحصار المحافظة وقضايا أخرى يسعى للحل بالعقل والحكمة, فلو دخل رجال الأمن وتوسعت لدخلت الضالع في صراع لن يسلم منه احد.
ونقول لأبناء الضالع بأن يتحدوا لمواجهة تلك المخططات التي تسعى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وبث الكراهية والعنف حتى تتمكن من الوصول إلى هدفها ومن منطلق الحب والخير لأبناء الضالع الطيبين الذي لا نلمس منهم إلا الخير وما يجري في الواقع هي سيئات عمت الجميع, بالرغم أن الغالبية العظمى ترفض العنف والتقطع والعنصرية.. إنهم عقلاء فعلاً, لكن موجة التحريض والصمت المستمر قد عمت, فبدلاً من أن يكون مشروعهم اكثر عقلانية وحكمة يعمل من أجل حقن الدماء والحفاظ على السكينة العامة يأخذ البعض منحى آخر, يضع مسامير في نعش القضية.
خلال الأيام الماضية تغير الكثير في الشارع الضالعي بعد أن أدركوا أن هناك خطراً يحاك للضالع ويراد لها أن تنهار, فالتنمية بالضالع تتوقف بسبب الوضع الأمني والمستثمرون يعانون من ضعف الدخل, من أصحاب محال ومشافي, والصورة أصبحت قاتمة لدى القادمين بفعل تصرفات مسلحين قلة لا هدف لهم سوى التشويه بأبناء الضالع الشرفاء والمناضلين والأكثر وطنية.. وها هو أول المكاتب الخدمية ممثلاً بالبريد يغلق ويغادر الضالع باتجاه مديريات الشمال بسبب عدم الوضع الأمني والاعتداءات المستمرة على البريد من قبل المسلحين.
أنا أدرك أن أبناء الضالع ضاقوا ذرعاً مما يجري من انحراف عن مسار العقل لجماعات الطيش التي لا تفكر إلا بالعنف وإثارة الرعب وهي ذاتها ضحية زرع فكر مستورد يهمه أن يحقق أهدافه التي قد تدمر الضالع وتعود بها سنوات إلى الخلف.
من يتصور أن الضالع يصبح حالها هكذا خوفاً ورعباً بعد أن كان الأمان هو السائد ولا يسمع عنها إلا السلام والمحبة وثقافة لا تقارن بكل المحافظات, أما اليوم فأصوات الرصاص والرعب تخلق الخوف وتقلق السكان ومن مصدرها مجهولين.
المخيف أن العقلاء قد تسيد عليهم جماعة الطيش الذين لا يفكرون بالعواقب والتوعية أضحت قليلة والفقر قد يخلق وحوشاً بلا رحمة, لأنهم وصلوا إلى يأس من العيش بكرامة.. على العقلاء أن لا يهملوا الوضع القائم وان لا يقعدوا في منازلهم, فهذا استسلام وعجز قد يدمر محافظة وجيلاً, عليهم أن ينتشروا وينشروا وسط الناس الوعي والسلام والحب والآخاء, تحت سقف الإسلام والعروبة والقيم, ليغيروا شيئاً من الواقع المر والخوف الذي يزحف, وليجتمعوا مع المحافظ والسلطة المحلية الذي يعتبر أكثر عقلاً, لأنه فعلاً يحافظ على الضالع دون أن يدرك أبناؤها أنها قد تكون ضحية لقوى تسعى للتدمير.
أما القضية الجنوبية فلا ننكر أن هناك مظالم وإقصاء والتهميش وكل أبناء الشمال يطرحون ذلك بكل وضوح ويسعون إلى معالجة تلك التراكمات التي نتجت عن حقبة عانينا منها جميعاً, والحراك السلمي بمسيراته السلمية نقل قضيته وعرف بها القاصي والداني, لكن هناك اليوم من يزرع شرخاً ويحاول أن يشرخ الحراك السلمي ليستفيد من ذلك..
فدعوتي لكل العقلاء مرة أخرى بأن يفيقوا ولا يستسلموا ويتركوا محافظتهم تتفتت وتغلي وهم يتفرجون, يجب أن يكون لهم موقف يجنبها الخراب الذي يقوده المسلحون المجهولون.
صالح المنصوب
أفيقوا فالضالع يراد لها الخراب 1443