منذ انطلقت الثورة الشعبية تفاجأ اليمنيون بلجوء نظام صالح لوسيلة جديدة على الشعب اليمني وحتى على المنطقة بأكملها, بل ومارسها في افظع صورها وهذا حينما لجأ عند فقدانه الأمل بوقوف الشعب إلى جواره بفرض سياسة العقاب الجماعي كإحدى وسائل قمع ثورة الشعب وبدأها بحرمان المواطنين من المشتقات النفطية والتي أدت إلى حصول أزمات في التنقل وراح ضحيتها مرضى في المستشفيات وحرائق وقتلى بسبب تخزين البترول, إضافة إلى إفلاس الكثير من التجار وأصحاب المحلات التي يعتمدون مباشرة على المشتقات النفطية... الخ وبعدها ابتكر إطفاء الكهرباء وحرمان الملايين منها وبدورها تسببت في خسائر اكثر من ما سببته المشتقات النفطية, وانتقل لمياه الشرب فعمد إلى تخريب مشاريع المياه في المناطق الرافضة له وانتقل لحالة أخرى وهي حصار المدن كالذي فرضه على تعز والحصبة ومنع الداخل والخارج منها, ناهيك عن دعم وتوزيع السلاح على قطاع الطرق ومثيري القلاقل ليلاً ونهاراً في المدن والريف..
هذا أيام كان في الحكم وعندما خرج من السلطة تفاجئنا جميعا بعقاب جماعي للمواطن وللدولة ولم يفكر به عاقل ولا مجنون في أي من دول العالم وهو تفجير أنابيب النفط وحرمان البلد في عام واحد اكثر من 3 مليارات دولار, لولا حنكة حكومة الوفاق لأفلس البلد وشرد الجميع يبحث عن لجوء وتهريب حتى للصومال..
ولم يكتف خبراء العقاب الجماعي بهكذا فقط, فقاموا باستهداف الكهرباء ليس بالقطع لكن بتفجير الأبراج لتقطع الكهرباء وتخسر الدولة معاً.. ووصل الحد بخبراء العقاب الجماعي في اليمن لتصفية الحسابات حتى مع الشرائح والتكتلات المجتمعية التي وقفت إلى جانب الشرع, فهذا سلاح الجو يعاني من تصفية جماعية للإنسان والطيارات والمعدات وحتى صهاريج الوقود, ومثله جهاز الأمن السياسي, المئات يقتلون هنا وهناك وبطريقة ممنهجة في واحدة من أبشع جرائم العقاب والانتقام ولا أبالغ إن قلت أن خبراء العقاب الجماعي يريدون تعدي الحدود اليمنية ومعاقبة مئات الملايين من أحرار العالم العربي والإسلامي وذلك بدعمه وتحالفه المشبوه مع الحراك الانفصالي والحوثية ليقضوا إن استطاعوا على حلم الوحدة اليمنية التي يعتبرها أبناء الأمة العربية والإسلامية البوابة للوحدة العربية وبارقة الأمل الحقيقة, صدقوني لو أن هناك جهات عالمية متخصصة في تقديم جوائز للمتفوقين في هذا المجال لأصبح خبراؤنا هم المرتبة الأولى عالمياً بعد أن كانوا المرتبة الأولى في الفشل وسيكونون بإذن الله في الدرك الأسفل من نار جنهم.
فؤاد الفقيه
خبراء في العقاب الجماعي 1476