من عجائب هذا الزمان التي تكالبت فيه الأوجاع هكذا أصبح مصير رؤساء الدول العربية بين مطارد.. وهارب.. وحبيس.. ومحروق.. و... ومنهم من ينتظر. وما بدلوا تبديلا..
في سوريا رئيس حطم وخرب بلاده وقتل شعبه ولا يزال، من أجل البقاء على كرسي الحكم وفي السودان رئيس تطلب الجنائية الدولية رأسه لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.. وهو نفسه الرئيس الذي ضحى بجزء من جسد السودان حتى يظل هو جالساً على مقعد الحكم.. وفي تونس هرب رئيس حكم بلاده بالحديد والنار.. وأعطى رجاله حرية استعباد شعبه.. فكانت نساؤه أشد قسوة وحباً للسلطة..
وفي مصر: سيق الديكتاتور إلى السجن.. بعد أن هزئ بشعبه الذي طالبه بالحرية والديمقراطية واسترداد كرامة الإنسان، فلما رفض خسر حريته.. وكرامته وضاعت منه إنجازاته.
وفي ليبيا: رئيس ملأ الدنيا صراخاً عن زعامته لشعبه (وصدق أنه زعيم) وهو في الأساس ليس إلا مهرجاً..
هتف لنفسه أكثر مما هتف إليه الناس.. فلم يسمع هتافاً من الشعب.. وأنشغل عن أناته وصراخه..
قتل شعبه بأيدي الزبانية وخلف أسوار السجون.. فقتله شعبه ضرباً بالأحذية وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع.. وتحول يوم مقتله إلى يوم التحرير.. وفي اليمن رئيس حكايته حكاية طويلة.. يكفي أن شعبه أحرقه!!
وبين الهارب والحبيس والحريق والقتيل ومنهم من ينتظر كل حاكم منهم أقترف ضد شعبه القتل والظلم والنهب.. ولكن (الله يمهل ولا يهمل) كما لعبت المرأة دورة البطولة في القضاء على الزعماء الورقيين.. فالهارب سيطرت زوجته وأهلها على الاقتصاد والمعاملات التجارية في البلاد.. فافقروا الشعب واغتنوا.. والجيش استسلم لأطماع زوجته أرادت ألا يترك السلطة إلا لوريث يحفظ لها دور البطولة.. وراحت تحكم بعد أن فقد هو شعبه البقاء في الحكم.. الحرية.. الشعب اليمني ذكي يعرف عن الرئيس السابق أكثر مني.. ومن هو مقصر في ذلك، فليسأل الأستاذة/توكل كرمان التي كرمتها الإنسانية بنوبل، وبالإمكان أن يسألها القارئ، لماذا منح لها ذلك النوبل لأنها أخبر وأعرف مني بكثير جداً.. جداً..
أما القتيل فقد شغلته حارساته عن الشعب.. فلما ثار الشعب اختفت الحارسات وألقوا القبض عليه مختبئاً في (حفرة) كالفأر المذعور.. ولم يمت بالرصاص.. لكنه مات لطماً ولطشاً وركلاً.. والحق أن كل هؤلاء أجمعين لم يقرأوا التاريخ.. ولم يتعلموا أن الشعوب لا يقهرها ظلم ولو طال.. وأن الموت لا يمنعه حراس ولو كثروا.. وأن الأموال المنهوبة لن تغني يوم تدور الدوائر.. وأن الظلم يجمع كلمة الناس ضده، بينما تفرقهم الحرية إلى شئون أخرى في الحياة ولو كان أحدنا يلتمس عذراً للذين قضوا نحبهم ولم يقرأوا التاريخ، لأن بعضهم كان لا يحب القراءة والبعض الآخر لم يكن يحيدها فما الذي يمكننا أن نقوله على هؤلاء الذين يعيشون بيننا اليوم وترى أعينهم نهاية مصيرهم؟.. كيف يفكرون؟ ألا يرى أحدهم مصيره بين من سيقوه وزادوا عنه بطشاً؟.. أحسب أن نهاية الجميع قد اقتربت.
وصدق الله تعالى عندما يقول: "اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذلك من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير" صدق الله العظيم.. فهل "عاد شي عقول" أو أن هؤلاء الحكام يتمتعون بالمناعة المزمنة ضد الفهم!!.
أحمد عبدربه علوي
كلمة عن المصير.. لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.. 1592