اجتمع البرامكة في السجن بعد أن كانوا حكام الخلافة الإسلامية الحقيقيين, فقال أحدهم: أين ذهب ملكنا وكيف أصبحنا بين عشية وضحاها.. فقال أحدهم: هي دعوة مظلوم سرت بيننا لم ندرك لها بالاً, فاستجاب لها الله, فأردتنا في غياهب السجن.. وهذا ما نخشاه على إخواننا في المملكة. فقد تزايدت حالات العبث بمصائر المقيمين إلى درجة أن العامل يعمل طول السنة كي يسدد الكفالة والإقامة وغيره وما زاد يرسله لأولاده مصاريف وينتهي العام ويستحي من زيارة أسرته, لن يجد حتى قيمة الهدايا وديون الفيزة وعند هذا تهون, فقد وصل الحد إلى درجة أن الكفيل وبتحريض من شائعات ودعايات مدروسة ومنظمة ضد اليمنيين بالذات يتعمد إهانة اليمني ويتهرب من التجديد ولا يسمح لك بنقل الكفالة وأبسط شيء يبلغ عنك الشرطة ويحبسك, ناهيك عن الابتزاز المالي الذي يعتبرونه حقاً من حقوقهم..
لقد حولوا حياة اليمني إلى جحيم إلا النادر منهم, هذا قبل القانون أما بعد القانون وخلال أشهر السماح الثلاثة السارية, فاليمنيون حيارى تائهون بلا حيلة وسط شروط ومبالغ ومطاردة بعد الكفلاء من منطقة لأخرى وتعامل بغطرسة وإن قلت إن الشحاتة أهون على المشمولين بالقرار, مآسٍ وقلق وشعور بالضياع وسهر وانتظار لمصير مجهول أوضاعهم تجعل الحليم حيران.
نحن نعذر إخواننا في المملكة في قراراتهم ونقول من أجل أمنهم والحفاظ على النظام خاصة بعد تزايد المجهولين وتغلغل الدور الإيراني والحوثي في بلادنا.. لكن اعتقد أنهم يستطيعون فرض النظام والقانون دون اللجوء لسياسة التطفيش التي تمارس على اليمنين بالذات وبإيحاءات رسمية, فمثلاً باص أربعين راكباً قادم من سفر لمدة عشر ساعات متواصلة ومع ذلك يرتكن في جمرك الطوال من السابعة مساءً إلى الثانية بعد منتصف الليل ويتحرى عليك أثناء الدخول وتنتظر ساعات بسبب أو بآخر وبعد السماح لك بالدخول عندما تعود يمارسون نفس العملية السابقة على نفس الشخص, هذه ليست إجراءات قانونية, إنها إجراءات عقابية فقط يختلط فيها إرهاق السفر والانتظار والحر والمهانة والسهر والخوف.
دول العالم تفرض أنظمتها وقوانينها وتأخذ احتياطاتها, لكن مثل هذه المعاملة لم توجد ولم نسمع بها إلا في المملكة وضد اليمنيين وهو ظلم يمارس بحق حجاج بيت الله أو المعتمرين وبحق الزوار والعمالة ومطلوب من إخواننا في السعودية أن يراجعوا سياستهم تجاه اليمنيين ويتذكروا أنهم ساهموا في بناء الدولة السعودية منذ التأسيس أكثر من غيرهم وإننا تجمعنا أواصر الدين والجوار وحتى النسب, فقبائل كثيرة متداخلة.. كما نؤكد أن هناك كثيراً من المواطنين السعوديين مستاؤون من سوء معاملة اليمنيين, لكنهم غير قادرين على فعل شيء.
وأخيراً نسأل الله أن ينتقم من كل رئيس أو وزير أو موظف ساهم بوصولنا لهذه الحالة المزرية وهو يبحث عن مصلحته.
فؤاد الفقيه
للسعوديين: الظلم ليس فخراً ولا نظاماً 1383