كنا في مقال سابق إبان الانفلات الأمني وتصاعد الخلافات والفوضى بتعز, قلت بأن هذا السلوك دخيل على أبناء المحافظة المعروفة بمدينتها وأن هناك دوراً للعقلاء سيكون هو الفصل وسيعيد المحافظة إلى طبيعتها السلمية المدنية, وأكدنا أن الخلاف الحاصل سيقود إلى استراتيجية تقوم على التعاون والتكامل بين جميع مقومات المجتمع في المحافظة وهذا ما تظهر اليوم بوادره بالفعل, فقد بدأت لغة الثقة والشراكة تتغلب على لغة التفرد والتنافر, وأصبحت خطوات الجميع تسير باتجاه بناء جسور من الثقة والتعاون للمساهمة في إعادة الحيوية للمحافظة والاستقرار وانعكس ذلك إيجاباً على تحسن الوضع الأمني ووضع حد لظواهر حمل السلاح وإقلاق السكينة العامة والتهريب والاعتداءات المتكررة على المواطنين والممتلكات.
وندعو الجميع اليوم, سواء قيادة المحافظة أو منظمات المجتمع المدني والوجهاء, للوقوف جدياً أمام التحديات التي تواجهنا والتي منها استغلال القدرات والمقدرات التي تمتلكها المحافظة سواء ميناء المخاء أو القطاعات السياحية والصناعية والتجارية, بما يعزز التنمية ويكافح البطالة ويسهم في تمتين الخطى نحو العاصمة الثقافية لليمن.. كما نؤكد اليوم على ضرورة الالتفات للمناطق المحرومة من المشاريع الخدمية كالماء والصحة والطرق والتي إما متعثرة أو تحتاج لإدراجها ضمن أولويات المرحلة القادمة كضرورة حتمية.. وكل هذا لن يتأتى إلا بتعاون كل الجهود وإذابة كل الخلافات من أجل المصلحة العامة ومن أجل صناعة مستقبل مشرف مبني على العدالة والشراكة والتنمية.
* عضو محلي التعزية
محمد علي عامر
تعز.. خطوات نحو البناء 1093