;
فؤاد الفقيه
فؤاد الفقيه

روحاني والمراوغة الإيرانية 1455

2013-06-20 19:43:54


وصال النظام الإيراني إلى قناعة بأن سياساته المتشددة في القضايا الداخلية والخارجية قد أوصلته لطريق مسدود, فالاقتصاد الإيراني تضرر بفعل العقوبات الدولية وأصبح الشعب مستاء من الحالة المعيشية, كما أن ميزانية الدولة أنهكتها مشاريع التسلح والدفاع والملف النووي ودعم البؤر الشيعية في أنحاء العالم.. 
وأما بالنسبة للسياسة الخارجية فقد وصلت علاقته بكثير من الدول العربية والإسلامية إلى درجة سيئة جداً بفعل التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لها, كما أن هناك شبه اصطفاف حول مواجهة المد الإيراني, ناهيك أن مناطق النجاح للسياسة الإيرانية أصبحت اليوم على المحك وتواجه مخاطر حقيقية سواء في العراق أو سوريا واليمن ولبنان.. 
كل هذه العوامل وغيرها أجبرت النظام في إيران على إجراء جراحة تجميلية تقود في النهاية للتخفيف من وطأة الضغوط الداخلية والخارجية والتي باتت تهدد مستقبل النظام ومشروعه التوسعي.. ولهذا رأت أن الدفع برئيس وشخصية إصلاحية الى سدة الرئاسة مع تخويله ببعض الصلاحيات وفق خطة محكمة قد يساعدها في الخروج من حالة التأزم الذي يعيشه النظام اليوم.
يتوقع من المرحلة القادمة البدء بإصلاحات داخلية اقتصادية والتخفيف من حالة الاحتقان السياسي والمجتمعي خاصة مع الطوائف والأقليات في إيران.. كما يتوقع أن تقدم إيران وجهات نظر وتنازلات في القضايا والعلاقة مع الخارج مغايرة للفترة السابقة, خاصة العلاقة مع الجوار العربي والإسلامي (شكلية ولا تمس القضايا الاستراتيجية, لأنها من مهام المرشد فقط خاصة الملف النووي الإيراني والعراق وسوريا).. 
بل إن المرحلة القادمة تستطيع الأطراف صاحبة الدبلوماسية القوية والتي تمتلك بعض الأوراق لتلعبها مع إيران أن تحصل على بعض المكاسب ستقدمها إيران لإثبات حسن النوايا, فمثلاً بالنسبة لليمن لو استطاع النظام اليمني خلال المرحلة القادمة إيصال رسائل بأن مستقبل الورقة الحوثية بشكل أو بآخر يمر بحالة تهديد حقيقية وكذلك عودة السفير والعلاقة التجارية وقضية البحارة والخلايا الإيرانية, فقد يجد ذلك صداه وقد تستطيع اليمن الوصول لاتفاق إما يوقف الدعم المالي والعسكري للبيض وفصيلة, أو إقناعه بالتسليم والانخراط في العملية السياسية وإقناع الحوثيين بفك الارتباط بالمشروع الصالحي التخريبي مقابل ضمان موضع قدم في نظام ما بعد الانتخابات المقبلة.
وعلى هذا المنوال يمكن القول في سوريا والعراق ولبنان وغيرها من القضايا, وبالمجمل فإن النظام الإيراني سيمارس أسلوب المراوغة الذي يعتبر السمة الرئيسية له وقد يقدم تنازلات في القضايا الهامشية أو التي يشعر بأنها أصبحت عبئ علية بما يقود لتخفيف الاحتقان الداخلي ولتحسين صورتها مع بقائها وأدواتها الرئيسية فاعلاً رئيسياً في المنطقة.
ملحوظة: 
هذه وجهة نظر, مع التأكيد بأن العلاقة العربية الغربية, أو العلاقة الإيرانية الغربية, ستكون محوراً هاماً في تحريك دفة الأحداث لصالح أي منها, وهذا ما يزيد من أهمية السعي الجاد للدبلوماسية العربية والتركية لممارسة المزيد من الضغوط باتجاه إرغام الإيرانيين على احترام سيادة الآخرين وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مقابل التسوية السياسية.
وأخيراً نعتقد أن سلوك روحاني باتجاه التغيير مهما كان سيؤدي للتخفيف من الاصطفاف الطائفي بالمنطقة, وهذا سر ترحيب الحكام العرب والمفكرين بصعود روحاني.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد