اليمن في خير كثير إذا تخلصت ممن هم سبب تأزم وتأخر اليمن..
إنهم أساس البلاء والدمار والانقسام في اليمن بإصرارهم على بقائهم في حكم اليمن ومن مصائب اليمن أن الاشتراكي طبق النظرية الاشتراكية وقد جنينا منها كارثة التأميم والصراع ما بين الطغمة والزمرة وما خلفه لنا من دمار وانقسام في 13يناير 86م والمؤتمر والإصلاح والناصري إشاعة الفساد بالواسطة والمحسوبية والرشوة ونهب المال العام وتسخير الوظيفة العامة لمصالحهم بدلاً عن النظام والقانون، والقبيلة أرجعتنا إلى زمن الحمية الجاهلية وإثارة النعرات، وحزب الحق وانصار الله الحوثية العودة بنا إلى حكم السلالية وإثارة فتنة المذهبية في اليمن، والقاعدة والحراك الانفصالي المسلح الإصرار على تدمير الوطن تحت مسمى الدين وتعميق المناطقية.
وطيلة خمسة عقود واليمن في حالة صراع دائم أثقلت اليمن ونتج عن هذه التيارات صراع لم تنتهي آثاره وحتى ما بعد قيام الوحدة المباركة وحتى اليوم لأن كل من الرموز في صنعاء وعدن مازالت على قيد الحياة وظل الوضع فيما بينها في حالة تأزم لأنه لا يوجد لديها مشروع بناء دولة وما يهمها هو أحقية ملكها للحكم والدولة رغم مشروعها التدميري, ظل اليمن يستقبل مشاريع وتجارب الآخرين والذي نفذته هذه الرموز ما بعد خروج المستعمر البريطاني وانتهاء حكم الأئمة وهذه الرموز تريد أن تظل في الصدارة مستغلة بذلك عدم معرفة الشباب بما كان في ماضي اليمن من صراعات وما خلفته من مآسي وويلات في ظل من حكموا اليمن في الشمال والجنوب والذي لن يعرف الشعب الاستقرار أبداً ولم يرى النور نهائيا في ظل بقائهم يتصدرون المشهد السياسي.. والمصيبة في اليمن أن صنع القرار يأتي من الرموز في الحكم وملبي لبقائهم وليس القرار من واقع هموم القواعد الشعبية التي تلامس وقائع وإخفاقات الساسة وتكتوي بأخطائها هؤلاء هم الأوصياء على اليمن ولقد جاء الوقت لرحيل زعامات الأحزاب وتوقف زعامات القبائل عن التدخل في مسار تطبيق النظام والقانون, وجاء الوقت بالمشاركة والتنوع في اليمن ليشارك الجميع في بناء مستقبل اليمن ويجب أن نعترف أن المزيج الكوني الذي أوجده الله في أرضه وسمائه على المخلوقات المختلفة وقد عرفنا هذا المزيج الكوني من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة عندما آخاء بين الأوس والخزرج وتعايش كل المتواجدين في المدينة من مسلمين ويهود ونصارى كما مثل هذا المزيج في حياة الرسول الشخصية عندما تزوج من اليهودية والقبطية ولابد أن يكون التقاسم في الحكم على أساس المصلحة للوطن وليس المصلحة لحزب أو فئة أو جماعة أو منطقة والقوة في الحكم تحتاج إلى رشد على ضوئه تكون الفائدة عموم في مصلحة الجميع وصنع إرادة المستقبل لا تتحقق إلا على أساس التجديد للأشياء وعلى قمة التجديد يكون العنصر البشري الذي لم يتلوث بالعمالة للخارج بالنفاق السياسي والذي بيده يكون صنع التقدم والرقي, ولابد لنا في اليمن من تغيير الوجوه التي ألفناها والتي لم تأتي بشيء يفيد اليمن بل ما لاحظناه منها بناء نفسها من خلال قصورها وأرصدتها وما هي عليه من نعم وعدم التجديد لهذا العنصر يجعله يتخبط في الظلمة والجهالة وهذا ما هو حاصل في اليمن ومن خلال ذلك تبدأ الصراعات بين الأحزاب والجماعات والتي لا تقبل بالتجديد والتنوع ويجعلها تعيش في حالة صراع دائم وهذا ما لمسناه من قبل الساسة في اليمن وعلى هذه المحصلة نجد أن العوامل المؤثرة لأي وطن من الأوطان ومنها اليمن ثلاثة عوامل 1- ضعف قوة الحكم داخل البلد 2- الشباب العاطل عن العمل 3- العمالة للخارج .
وكل عامل من هذه العوامل له تأثير على أي وطن ما لم يتم احتوائه وإعطائه ما يستحقه من الاهتمام يجب أن نرصد واقع العوامل المؤثرة داخل وطننا اليمن من خلال مدى مصطلح السيادة للوطن وعدم تجاوزه المتمثل في وحدة الشعب والوطن والمحافظة على الهوية الوطنية وحماية ثروته وفرض القانون والنظام أمام كل المكونات الشعبية التي على ضوئها رسم السياسة الداخلية والسياسة الخارجية على أن تكون القرارات ذات خلفية قانونية وليست ذات خلفية سياسية والتي تفقد الدولة لدورها الريادي في صنع مستقبل البلد ونموه وتطوره وعليها فرض التحكم والرقابة التشريعية بما يخدم الوطن والمجتمع ويجب على الدولة فرض احترام قوانينها التي تحفظ وتصون سيادتها على البلد من خلال أدواتها الموجهة والتي تواكب التطور التكنولوجي التي تسعى له كل دول العالم والرفع من مستوى الشعب وتطوره ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً تطور يواكب العصر الذي نعيشه ويعيشه من حولنا بقية الشعوب فهل تستطيع الأحزاب أن تقدم لنا وجوه جديدة كفؤة ونظيفة مليئة بالحب والإخلاص لهذا الوطن غير تلك الوجوه التي سئمناها ولم نعد نقبلها أو حتى رؤيتها.
ومن العجب العجاب أن نخبنا السياسية والقبلية نتج عن تزعمها لليمن مصطلحات جعلت من اليمنيين يسخرون من بعضهم وهم من غذوا هذه المصطلحات في صنعاء أطلقوا صاروخين "برغلي ولغلغي" ويستهزئ من لهجات الأخرين وفي عدن اطلقوا صاروخ "دحباشي" وأخيراً الممثل الإصلاحي فهد القريني من قرين اطلق صاروخين "زنبقة وشوتر" على أهل الحديدة, تطور كبير أنجزته النخب السياسية في اليمن لهذا الشعب الطيب لم تدعونا للألفة والمحبة والإخاء والتعاون بل دعتنا للسخرية والاستهزاء لبعضنا البعض إلى جانب منتج "الشمة" والقات و"التمباك" تطور مخالف لتطور الدول من حولنا هذا هو حال اليمن وحال الشعب الذي ألبس الجهالة بكل معانيها وأوصافها يموت جوعاً لكنه يخزن القات ويلبس السلاح ليقتل أخاه.. أخلاق مفقودة ونظافة معدومة, تصوراته مبنية على الإشاعة, الغش, والكذب وسيلة من وسائل النجاح, شهادة من أجل الوظيفة وولائه للقبيلة الشيخ هو الدولة.. الوطن عندنا مفقود من هويتنا, هذا هو حال اليمن.
ومنذ قيام الثورة ونحن في تأخر دائم للقيم والمبادئ وفي تطور ملحوظ عكسه مدى تطور مصادر الري للقات الضلاعي والقات الضالعي والقات العمري وقات ماوية والقات الشامي وعلى اثر هذا التطور زادت الرحلات العلاجية إلى كلاً من ألمانيا والأردن ومصر لمعاينة مدى انتشار الأمراض والسرطانات ونتيجة ما يدخل للبلاد من مواد وكماليات وأغذية وعدم مراقبة ما تنتجه الصناعات المحلية من مصائب لكنها توزع لنا الهبات في رمضان مقابل تحملنا وصبرنا على ما تنتجه, وسماح الدولة للمهربين بتوريد المبيدات الفتاكة لهذا المجتمع.
تطور نوعي حصل في اليمن لا يعلمه إلى أطباء العالم بما يشاهدونه من تطور في جسم الإنسان اليمني من الأمراض والعاهات والشعوب الأخرى منها ببعيد، إذن هل جاء الوقت لإيقاف الوصاية المفروضة على اليمن من المتنفذين هؤلاء هم أسوأ ما في اليمن وإذا اردنا أن يرى اليمن النور والتقدم والرقي والمحبة والسلام لابد من استبدال شخوص المكونات المدمرة لليمن وبمشاريعها وبأن يحل النظام والقانون ويكون هو السائد داخل المجتمع بعيداً عن التأثيرات التي كان يسوقها هؤلاء للشعب ولن يرى النور إلا بالديمقراطية والانتخابات النزيهة وبمشاركة الجميع في صنع القرار السياسي المبنى على الخلفية القانونية والذي يكون الوطن ملك للجميع تسوده المواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة وبسط الدولة لنفوذها على كل أرجاء الوطن وان يتم تجريم حمل أو حيازة السلاح من قبل الجماعات المسلحة والمتمردة على النظام والقانون ووضع البدائل المناسبة لإزالة شجرة القات ولن تتغير أحوالنا إلى الأفضل إلا إذا تغيرت منهجية شخوص الرموز في هذا البلد السياسية والقبلية والدينية والثقافية وتم استبدال مشاريعها التدميرية ولن يكون النهوض بهذا الوطن إلا من قبل المخلصون اللذين يأتون برؤى توحد الانقسام الحاصل وبرؤية تنعش الاقتصاد وبرؤية تمحو السلبيات, مالم يتم التغيير على هذه الأسس فليكن خروج الشعب والثورة من جديد لينتصر هذا الشعب ويعود اليمن السعيد من جديد .
سبحانك ربنا لا إله إلا أنت إنا كنا من الظالمين اللهم وارفع مقتك وغضبك عنا يا رب يا رحيم إرحمنا ولا تكلنا إلى سفهاء القوم.. اللهم آمين .
محمد أمين الكامل
من عوامل عدم الاستقرار.. منهجية الساسة 1433