بالرغم أنني لا أنتمي إلى المدرسة التي ينتمي إليها مرسي, إلا أنني زعلت من الطريقة الذي تم التعامل بها معه, لأن الطريقة التي تمت وإن كان هناك حضور شعبي كثيراً لتأييدها في كل الميادين المطالبة برحيله والتي قادتها حركة تمرد وحركات أخرى, إلا أن هذا لا يكفي كمبرر لرحيل رئيس أتى منتخباً من الشعب عقب ثورة يناير التي شاركت بها كل القوى الثورية والذي كان العزل جزءاً من التنكر لها, حتى وإن كان لمرسي إخفاقات كثيرة تم الاعتراف بها بخطاب رسمي عام له, وبدأت تلك الإخفاقات بالإعلان الدستوري الذي أثار ضجة بالشارع المصري, تلاه التحدي الدستوري بنعم أو لا وهذا أدخل مصر في نوع من الاحتقان السياسي وبدأ الاستقطاب السياسي والاستعراض من كل القوى في مظاهرات عدة وتشكيلات جديدة برزت ضد مرسي, منها جبهة الإنقاذ الذي لم يسمع لها بتأجيل الاستفتاء على الدستور وسلق الدستور سريعاً.. لم يفيق مرسي أو يعمل حساباً لتلك المظاهرات وآخرها حشد حركة تمرد.. لا نحمل طرفاً واحداً الأخطاء ولكننا نحمل الجميع والكل دفع ثمن ذلك والثمن الأكبر دفعه الرئيس مرسي بأن غادر منصبه بطريقة لم تشهدها مصر والديمقراطية.. لكن اعتقد أن الوصول إلى السلطة بدون مشروع وطني للتعامل مع كل القوى هو الذي جعل الإخوان يدفعون الثمن وعليهم أن يراجعوا حساباتهم للقادم.. الغطاء الشرعي كان حاضراً من خلال الجماهير الشعبية في كل الميادين المصرية والجيش لم يكن طرفاً وشعر انه في حرج ووقف مع الطرف القوي من الشعب, كما تصرف مع مبارك من قبل, هروباً من الفوضى.. ومهما كان لمرسي من سلبيات فلا يمكن أن تكون الطريقة للرحيل هكذا, فهذا انقلاب عسكري بغطاء شرعي للشعب لتحسين وجه هذا الانقلاب.
باعتقادي بعد أن تم التهرب من مرسي من انتخابات مبكرة ومطالب شعبية أخرى دفعهم إلى اتخاذ هذا القرار والبيان الحزين الذي شعر الكثير من الألم.. الديمقراطية والثورة معاً تعيش اليوم وضعاً غير طبيعي, فثورة 25يناير وضعت المصريين على المحك في انتخابات الرئاسة بين العار والنار, فتم تفضيل النار على العار وبعدها إخماد تلك النار.. والخطأ أن الحالة المصرية لم تحدد ملامحها بعد الثورة واتجهت إلى انتخابات هي أشبه بمزحة أفرزت الإخوان إلى الحكم, بعدها بدأ الصراع السياسي وعرض القوة وتوجيه الاتهام من إخوان الميدان الثوري, وهذا سبب شرخاً لدى القوى الثورية جعل الإخوان في الزاوية.
إذاً الديمقراطية اليوم بعد ما جرى لمرسي أصبحت كذبة كبرى يطرحها الإخوان, لأنها لم تبقهم بالسلطة وأن من قام بجبهة 30 يونيو هم فلول.. وهكذا يستمر الاحتقان اليوم.. الإخوان في مصر على المحك إما أن يتم الجلوس على طاولة الحوار أو أنهم يتجهون إلى منزلق آخر قد يدفعهم إلى العنف, وهذا قد يعجل بنهايتهم ويتم هدم ما بنته الحركة طوال السنوات, وليحمدوا الله على ذلك فهو صاحب الملك هو الذي أعطى وأخذ, ولا يجعلوا مصر تحترق، بسبب كرسي السلطة وليعدوا أنفسهم للمستقبل للمشاركة بدلاً من حرق ما تبقى لهم من رصيد شعبي.. لكن الكل يتساءل بالشارع العربي: لماذا عزل مرسي؟, ومن قبل من تم عزله الشعب أم الجيش؟, وهل للجيش ضلع في ذلك؟, وهل إخفاقاته في قيادة مصر هي السبب؟.. أفتوني لماذا عُزل الرئيس مرسي؟.
صالح المنصوب
لماذا عُزل مرسي؟ 1418