على افتراض أن سكان اليمن 25مليون منهم ثلاثون ألف من تقلدوا المناصب في كل مرافق الدولة على مدى خمسون عاماً من قيام الثورة منهم 30% بالإكراه نصبوا أنفسهم بالصفوة داخل المجتمع ولهم الأولوية في نهب البقية منهم 5% سخرت لهم خيرات البلد و25% سخرت لهم مدخرات التجار والمغتربين وبقية أفراد الشعب 70% محكوم عليهم يعيشون داخل بلدهم غرباء حقوقهم مهدورة عائشين يبحثون عن كرامة تائهين في الاغتراب متسولين في الشوارع والبقية في الأقسام والشوارع وجهتهم حل مشاكلهم عند المشائخ يريدون الحق والإنصاف حالتهم في المستشفيات والمصحات ما بين الهلوسة والجنون عائشين بلا مستقبل ولا أمان لهم بسبب من كانوا قادة للوطن منهم من ترأسوا اليمن ومنهم الوزراء ومنهم المحافظين ومنهم القضاة والقادة العسكرين والمشائخ والساسة المتحزبين والمثقفين ورجال الدين والسفراء والوكلاء وتجار الترانزيت والمهربين وبقية المدراء في كل مرافق الدولة.
هؤلاء هم مجموع الصفوة في اليمن كم هم وكم الشعب هؤلاء في نظرنا خدمة الوطن وحب الوطن عندهم مفقود.. الجهالة والعدامة عندهم موجود, صراع الأقلية والأكثرية من خلال بقائهم في السلطة بهذه العقلية, غابت هيبة الدولة, اليمن في خطر انقسام وتقاسم, والأحزاب تتصارع على السلطة.. صراع بين النخب يتحول إلى صراع مجتمعي في الشوارع.. الإقصاء والتشهير والتعميم هي أدواتهم للتدمير.
هل ممكن أن يستجيب الكل لكي ننتهي من الأخطار؟, لقد تأخر اليمن ومن يريد اليمن عليه أن يحدد موقفه, آن الأوان للتوقف عما يجري من قبل الأحزاب والجماعات, لقد أثبتت فشلها في إيجاد رؤى تحفظ الشعب من التمزق وتحمي الوطن مما هو فيه, الديمقراطية ليست انتخابات بل هي طموحات تلبي الاحتياجات الأساسية لكل فئات المجتمع على حد سواء ولابد من خريطة مستقبل للنهوض باليمن, لا يستبعد ولا يستثنى احد من المكونات, هناك تضحية لمشاريع خارجية وهناك في الداخل مصيبة مغامر لا يمكن أن نجعلهم سبب التفريط باليمن ومن أراد قراءة المستقبل بالغلط عليه أن يفهم أن الشعب يفهمه بقدر توجهه للغلط ومن أراد قراءة الواقع بطريقة صحيحة لاشك انه يفهم توجه هذا الشعب, والمفروض إن الكل يقف إلى جانب مطالب الشعب وعلى الأحزاب والجماعات أن تفهم أن الشعب يفهم ويستوعب من يملك رؤيا حقيقية ويحقق حلم أبناء اليمن.
أن من حكموا اليمن أهانوا الشعب في ضياع الهوية الوطنية وأهانوا الجيش والأمن في سلب الكرامة وضياع ولائه للوطن، ضاعت هيبة الدولة وتم إهانة القضاء والقضاة من خلال تدهور القضاء في ضياع الحق والعدل بين الناس، أهانوا الشعب من خلال تكريس الظلم وضياع الحقوق وسلب الكرامة مما يتعرض له المواطن من إهانة، أهانوا الكوادر المتعلمة الشابة التي فقدت العيش داخل البلد وجعلوا مستقبلها في الاغتراب وتحمل المذلة والإهانة, هؤلاء هم سبب الجهالة والعدامة في اليمن..
التطور معدوم والتخلف موجود.. اليمن لا يعيش فيها إلا المسئول ويعدم ويقتل فيها الضعيف المسكين المنهوب.. الشوارع فيها مليئة بالمتسولين والطب فيها محدود والتعليم فيها مغشوش والأعصاب عندنا مشدودة.. عند شرائك للحاجة موجودة وعند السواقين محبوبة وعند تخاطبك مع الناس مفلوته, نستخدم مع الأعصاب أنواع الأسلحة.. حالتنا متعبة, فقدنا كل شيء جميل ولا نرضى بالتعديل.. حالنا يرثى له, أعصابنا موت, كلامنا فيه الجلافة والعجرفة, هل مكتوب علينا أن نعيش ونتعلم ونجهل أولادنا ونستمر في الجهالة على خلاف وغير ما تعيشه وتتعلمه الشعوب؟.
عندنا كل شيء منهوب.. سيارات الدولة لأولاد المسئولين مهدورة, والوظيفة عندنا شطارة لا يتواجد فيها إلا الهبارة, وشوارعنا تشق وتسفلت لكنها سرعان ما تتهدم, وأبنية وزاراتنا وجامعتنا ومدارسنا خلاف على ماهي عند غيرنا ولا مبنى في بلدنا إلا وفيه الثقوب والعيوب, بينما عمارات وقصور المسئولين خالية من كل العيوب، هذا هو اليمن الذي يعالج أبناءه الخطأ بالخطأ التقدم بمعنى التأخير.. أنظمة الحكم مشلولة في الوزراء وفي الشورى وفي النواب, لذلك حقوقنا مهدورة, ملايين تصرف وملايين تهدر وملايين تسرق وملايين للأشراف وملايين للتجارب ولا نهاية لمشاريعنا ولا يتم الاستلام للمشاريع المنجزة إلا وقد هي بحاجة للترميم.. طرقات وسدود ومستشفيات ومدارس بغير المواصفات من اجل "حق بن هادي" توزع الرشوة ما بين الجلاطة وهم معروفون عند المقاول ومحسوبين.. هذه الصفوة لم تقدم لليمن شيء والتي أصبحت تخدم نفسها وهي الأكثر ثراء في اليمن, ومن الملاحظ أن كل يمني بسيط على مستوى كل قرية وناحية ومدينة ومحافظة في اليمن يعرف ان القصور والعمارات العالية والتباب على مستوى كل جبل والمواقع الجميلة والسيارات الفارهة هي من نصيب من تقلدوا المناصب في الدولة..
عقارب الساعة عندنا بطيئة جدا لأن من يحركها رجال دينصورات وكهول وعواجز ومتعلمون برواسب الماضي.. هل يعقل انه لا يوجد عندنا في اليمن من الكفاءات النزيهة والمخلصة لقيادة هذا البلد بصدق وأمانة ودون محاصصة حزبية أو مجاملة, همهم أولاً وأخيراً اليمن فقط وليس لهم أو في عقولهم سوى النجاح باسم اليمن ولكل اليمن.
محمد أمين الكامل
في اليمن صراع على البقاء "1" 1332