وهذه المحطات لابد من إعادة صياغتها من جديد بما يلبي وحاجات المجتمع لها وإعادة دورها الاجتماعي التنويري مالم فإننا نجاهد ثم نسارع للخلاص من انفسنا وتدمير وطننا ولأن رمضان يتكرر في حياتنا سنوياً ، ليكون مدرسة نتزود فيه من أمور الدنيا والدين ولا نستفيد منه للأسف إلا لحظات وساعات ثم بعد ذلك يبدأ صراع الأحزاب والجماعات، هذا هو حالنا في اليمن حروب وأزمات وويلات نكتوي بها ويصبح الوطن سوقاً مفتوحاً لمشاريع يسوقها أبناؤنا ويظل واقعنا كله صراع, لذلك يجب علينا أن نجعل من رمضان محطة مراجعة بما يدور في بلدنا من أخطاء كلاً في موقعه ما هو الذي نجحنا فيه وما هو الذي اخفقنا فيه وما هو الشيء الذي حققناه وما لم نحققه وهل جاء الوقت للأحزاب والجماعات لمراجعة مواقفها وبرامجها التي تنفع الوطن وتعمل على تطويره ، وهكذا لو تمت المراجعة على مستوى كل مرافق الدولة لعل في رمضان الروح والنفس على اتصال تام بالخالق ولابد من استغلال هذا التواصل الذي سرعان ما ينفك عن البعض ويبدأ بالخروج عن هذا التواصل مع انتهاء هذا الشهر الكريم ونحن في هذا الشهر الكريم ندعوا الشعب بكل فئاته للمراجعة والتبصر في أحوالنا وأحوال الشعوب التي دمرها اختلاف أبنائها ونحن اليمانيون لابد من إعادة دراسة واقعنا وما آلت إليه أمورنا ابتداءً من الركائز التربوية التي فقدنا أدوارها لغزو الأحزاب لها وفي مقدمتها الأسرة ثم المدرسة ثم المسجد ثم الإعلام وهذه الركائز التي تعتبر بمثابة حلقات تنويرية لهذا المجتمع ثم ماذا قدمناه لهذا الوطن من خلالها ، إن اليمن يعاني من الاخفاقات بصفة دائمة والتي أرهقت هذا الشعب والواقع أن اليمن مازال متجه في الطريق الخاطئ والطريق الغلط لأن في اليمن مازالت الوسائل الخاطئة هي السائدة وبما أن شهر رمضان يغير في نفوسنا الكثير من السلبيات على شكل كبير عما نكون فيه في بقية الشهور و يا ليت أدبيات رمضان ملازمة لنا طوال أعمارنا فهو المدرسة بكل مراحلها وهو الجامعة بكلياتها رمضان شهر التوبة والمغفرة شهر الرحمة والألفة والمحبة شهر تهذيب النفس والتوجه إلى الله فهل نجعل من رمضان أساس للتغيير في اليمن ليتنا ندرك غاية وجودنا في هذه الأرض ونستغل أعمارنا بما يساعدنا في الدارين الدنيا والأخرة و يا ليتنا نستعيد ذكرياتنا بمن سبقونا من أقربائنا إلى القبور بماذا رحلوا وماذا كان زادهم في قبورهم ومن لحق بهم من المال والأهل والولد لا شيء ولماذا ننسى بأن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ونتجاهل حقيقية أن الله مطلع على كل شيء يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ولعلمنا بذلك إلا أننا في غفلة من امرنا ولا ندري أننا نغالط انفسنا لذلك نصر على الغلط وعلى ارتكاب الأخطاء رغم فهمنا بها وان الحياة متاع وان الله بصير بالعباد ثم نتولى ونعرض ونعلم أن النفس أمارة بالسوء لكن مع الأسف زين لنا الشيطان أن ، حب الدنيا وشهواتها حقائق يسردها لنا القران الكريم بأنه لا مفر من الحساب والعقاب بما ارتكبناه بحق انفسنا وما ارتكبناه بحق الاخرين وما ارتكبناه بحق وطننا لن يعود أثر ذلك إلا علينا كم سوف نعيش على ظهر هذه الدنيا وكم سوف نتحمل في الأخرة الله يدعونا لجمع الكلمة ونحن ندعو للفرقة والاختلاف يدعونا للرحمة فيما بيننا ونحن ندعو للقسوة يدعونا لكي نكون كالبنيان المرصوص ونحن ندعو إلى أن نكون فرقاً وجماعات يدعونا إلى الصلاح والاستقامة ونحن ندعو إلى القبح والرذيلة يدعونا إلى الحلال ونحن ندعو إلى ما حرم الله يدعونا إلى المصالحة ونحن ندعو إلى المخاصمة والفجور يدعونا إلى الحق والعدل ونحن ندعو إلى الباطل يدعونا إلى الجنة ونحن نتوجه نحو أبواب النار يدعونا إلى جمع الأمة ونحن ندعو إلى تفكيك الأمة يدعونا إلى حرمة دمائنا وأموالنا وأعراضنا ونحن ندعو إلى استباحة دماء وأموال وأعراض غيرنا يدعونا إلى كرامة الإنسان ونحن ندعو إلى مذلة الإنسان يدعونا للأخلاق الفاضلة ونحن ندعو إلى الكبر والتعالي على الناس يدعونا إلى الصدق ونحن ندعو إلى الكذب يدعونا إلى أن حب الوطن من الإيمان ونحن استبدلنا الحب بالعمالة والدينار لابد من مراجعة النفس وما سخره الله لنا من الجوارح لاستخدامها فيما يرضي الله ونحن سخرناها واستخدمناها فيما لا يرضي الله بالفوضى والخراب والدمار وإثارة الفتن ونقول بأننا من اليمن ، الحقيقة أن الكثير من الناس في اليمن استبدلوا القيم والمبادئ بأشياء دنيوية لذلك تغيرت أخلاقيات المجتمع وأصبحت المادة هي البديل للقيم والمبادئ وعند مراجعتنا لهذا الهبوط الأخلاقي وجدنا أن هناك غيابا تاما بما يسمى الركائز التربوية هذه الركائز أصبحت ركائز تجهيل بسبب الممارسة الخاطئة للأحزاب والجماعات في تقاسمها مما اضر باليمن ولقد احزنني كثيرا ما سمعته من بعض الشباب في اربع محافظات والتي تعتبر اكثر ثقافة وتنوير هي صنعاء وعدن وتعز وحضرموت شباب يكتنفه الغموض حوله اليأس لا يفقه ما يقول سوى انه ينتقد ويناقشك بغلظه وألم لا يفهم ماهي حكمة الأجداد ولا معنى كبر الوطن ولا يهمه وحدة الشعب حقائق يراد لها أن تختفي من أذهان الشباب لا تريد أن تحدد لك مواقع الضرر ومسئوليها بل كرهها وانتقادها وتصوراتها عموم فيه نبرة من المذهبية والمناطقية وفيه الكره والحقد كأن هناك جهد لغرسها في الواقع ، قصر نظر وعمى البصيرة لا يفقهون اثر هذا التوجه الذي يضر بالنسيج الاجتماعي وكأن هناك ثقافة دخيلة تريد تمزيق هذا المجتمع مستوردة شعور لابد من تصحيح مفاهيمه وإعادة صياغته قبل فوات الأوان ولابد من تحمل المسئولية من قبل رجال الدين والمثقفين على مستوى كل محافظة ومديرية لاقتلاع هذه المفاهيم الخاطئة التي يعشقها دعاة الحروب وصناع الأزمات ولابد من مواجهة دعوات التمزق والانقسام بالقيام بثورة مضادة عنوانها الحب والسلام والأمن والأمان والإخاء والتعاون والنصح والإرشاد على أسس من الدين والقرابة والمصير الواحد لليمن ولمن يعيش فيه بعيداً عن القات والسلاح وكم نتمنى من أن يترك لهذا الشعب هذه الركائز تودي دورها الوطني والديني دون تدخل الأحزاب والجماعات وأصحاب المشاريع الهدامة لهذه المقومات والتي لا تقبل القسمة إلى على اليمن كل اليمن الأسرة مرتبط مصيرها باليمن والمدرسة لمن هم في اليمن والمسجد لكل أبناء اليمن والإعلام لتثقيف أهل اليمن الجيش جيش اليمن والقضاء قضاء لكل اليمن هذه المقومات والركائز لو تم إبعادها عن المحاصصة الحزبية وتطلعات الجماعات المذهبية والمناطقية وعدم إلحاقها بمنظومة الفساد وعدم اقتراب الساسة منها لكان مجتمعنا محصن من جميع عوامل الانحلال والانقسام الذي نلمسه ونعايشه دون وضع حد لمثل هذه الأفعال التي نرى سموم الساسة تلاحقنا داخل أسرنا ومدارسنا ومساجدنا وإعلامنا تجهيل مبرمج ومعد بوسائل الكره والحقد والبغض مرض يجب سرعة اقتلاعه واستبداله ليبقى اليمن عزيزاً كريماً إذا تمت حماية الأسرة من الضياع وتحريم الحزبية في المساجد والمدارس والجيش ويصبح الصراع بين الأحزاب على البرامج لا صراع يتحول إلى تمزيق الوطن والشعب فهل نتدارك الأمر ونعيد ولائنا لهذا الوطن وحبنا لهذا الشعب لنعيش بسلام وليكبر في نفوسنا هذا الشعب وهذا الوطن ومع روحانية رمضان هذه رسالتنا للشعب وللساسة ولأعضاء مؤتمر الحوار كيف نحن وكيف نريد أن يكون اليمن الجديد والسعيد.
محمد أمين الكامل
رمضان محطات روحانية أفسدتها الحزبية ودعاة المذهبية والمناطقية 1538