ها نحن قد وصلنا إلى شهر الرحمة والمغفرة والتوبة والمجاهدة والتضحية والصبر والإيمان، وشهر العتق من النار الذي حل بساحتنا، ونزل ضيفاً علينا، ونحن أحوج ما نكون إليه، وفي ظل متغيرات داخلية وخارجية في غاية التعقيد وثورات مضادة ضد ثورات الشعوب العربية التواقة إلى الحرية والعدالة والمساواة، إننا بأمس الحاجة الي اللجوء إلى الله والقرب منه، فنحن الفقراء والمحتاجون، والله هو الغني الحميد وهو الصمد..
إننا اليوم على سفينة الشهر الكريم للاطراح بين يدي ملك الملوك ومالك السماوات والأرض، نتذلل بين يديه، ونسأله ونلح بالسؤال، ونرفع بشكوانا إليه، وهو في كل وقت وأن يقبل على عباده، ويفيض على من طلبه، فهو يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ولكن لرمضان شأن وأي شأن، وأهمية وأي أهمية، إن الله ميزه وخصه على سائر الشهور بخصائص لا تكون إلا في رمضان، فهو شهر تصفد فيه الشياطين وتفتح للأعمال أبواب السماء والجنان وتغلق فيه أبواب النيران، والفريضة بسبعين فريضة والنافلة بفريضة والعمرة تعدل فيه بأجر حجه وهو شهر فيه ليلة العمل فيها بأجر ألف شهر، وفيه ريحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك..
أيها القراء إننا نعيش ولنا مشكلات، ونعايش فتن فلنقبل على الله كلنا بعقولنا وقلوبنا وأرواحنا، ونرفع شكوانا إليه ونستجير له من شر الظالمين ومن مضلات الفتن وزلات الهوى وشر تقلبات الليل والنهار، ومن نكبات الدهر وصرف الزمان {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ـ وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ} (36 ـ 37) الزمر.. اللهم تقبل صيامنا.
محمد سيف عبدالله
حاجتنا للإقبال علي الله والإكثار من الدعاء 1540