إن علينا أن نفهم بأن رمضان شهر السموّ الروحي، والإقبال على الله، وتلاوة القرآن، ومغالبة شهوات الجسد التي تتنفس طول العام وتنضبط خلال هذا الشهر الكريم .
إن فريضة الصيام تدعم خصائصنا العليا التي هي من روح الله المنفوخة فينا، والصيام يقوي فينا إرادة التسامي وتذكرنا بأصلنا السماوي، وبأنه نفخة من روح الله الأسمى، وقبس من نوره الأسمى فلا يجوز أن تهزمنا شهوات الحيوان الرابض في دمنا الذي يغري بالبطش والإسفاف. إننا بالصيام نستجيب لأمر الله أن ندع الطعام والشراب، وهما حلال طوال العام! فهل نستفيد من ذلك أن نجعل بيننا وبين الحرام مسافات بعيدة، وأن نعشق الإقبال على الله وأتباع مرضاته؟ وهنا سنجد أن الناس فريقان: قلة تأخذ بالاستعداد للفريضة الوافدة وتستعد لاحتمال أعبائها، وكثرة تفكر في متطلبات الطعام الكثير والمرفهات الشهية، وكأنهم يجوعون طويلا ليأكلوا كثيراً!! والمؤمن حقا لن ينسى ما يكتنف رمضان هذا العام من آلام تحسها جمهرة المسلمين هنا وهناك، إن أمتنا وحدها تقع تحت وطأة هزائم ثقيلة، وتمر بها أزمات عضوض لنتعامل مع الصيام علي انه ارتقاء معنوي، وإقبال زائد على الله، ورغبة في التسبيح والتحميد.. اللهم تقبل صيامنا.
محمد سيف عبدالله
رمضان شهر السمو الروحي 1364