;
محمد سيف عبدالله
محمد سيف عبدالله

استصحاب بشائر رسول الله عن رمضان 1530

2013-07-24 20:23:06


حتى ندرك ما أعد الله لنا وما هيأه لنا في رمضان أذكر ببعض بشارات رسول الله الذي لا ينطق عهن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وذلك بهدف التشجيع على المبادرة والاستفادة من شهر رمضان روى البيهقي وغيره..
 إن رسول الله خطب في آخر يوم من شعبان فقال: (أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيامه تطوى من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يراد فيه رزق المؤمن فيه، من فطر صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر شيء)، وروى أحمد وغيره عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلها:
1. خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
2. وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا.
3. ويزين الله جنته كل يوم ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك.
4. وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره.
5. ويغفر لهم في آخر ليلة منه.
وروى البخاري ومسلم في صحيحهما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين)، وروى البخاري ومسلم قول رسول الله: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه).
أخي القارئ أختي القارئة: إنها فرصة لا تعوض لنجعل من شهر رمضان شهر التغير والتدريب على التقوى العملية قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (183) البقرة اللهم تقبل صيامنا (13ـ 30) السلام عليكم أيها الصائمون والصائمات حديث اليوم عن: مراجعة ما تحقق من أهداف الصوم نحن نعيش هذه الأيام المعدودات في حالة فتح أبواب السماء والرحمة، والأجر مضاعف، ومنادي السماء يقول: [يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر]، لنستشعر بأن صيامنا للأيام المعدودات هو تجديد لإيماننا، وأعداد لنا لنواجه ابتلاءات الحياة بروح المتقين، ونروض نفوسنا لنكون من الأبرار المقربين، فنحن مأمورون في الأيام المعدودات أن نترك محبوبات نفوسنا وملذاتها نهارا تنفيذا لأمر الله، وإيثارا لمحبة الله ومرضاته {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} (البقرة: 185)..
 إننا بعبادة الصيام نستمد عظمتنا من الصيام، كوسيلة لنستمد العظمة من الله، لأن الله تعالى أضاف عبادة الصوم إليه كما جاء في الحديث القدسي [الصوم لي وأنا أجزي به]، وكفى بهذه الإضافة شرفاً وعظمة عبادة الصوم من سريتها، فلا يرى حقيقة الصوم إلا الله، ولا يستطيع أي مخلوق الحكم عليه [إنه لي وأنا أجزي به]، ونتسمد عظمة عبادة الصوم من قهرنا لعدونا الشيطان فلا نتبع خطواته لأن الشيطان يعدنا بالفقر ويأمرنا بالفحشاء، والله يعدنا مغفرة منه وفضلا. وبالصوم نتدرب على قمع النفس الأمارة بالسوء، ونصبر على ذلك ونصابر، فبالصوم نزكي نفوسنا، ونخفف ضغط الماديات على أرواحنا، ونطهر قلوبنا من الحسد والحقد والكراهية. ومن خللا الاستغناء عن الطعام والشراب والجماع نهارا، والتقليل من النوم ليلا، سوف نتحرر من استبداد دوافع الشهوات، وخاصة المال والجاه والسلطان، فمعظم أعوان الظلمة والمرتزقة والمداحين هم عباد للمال والجاه والسلطان، وهي مشكلتنا، ولهذا دعا عليهم صلى الله عليه وسلم فقال تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شبك فلا نتقش]، وعلينا أن نتذكر بأن من أهداف الصوم تقوية الإرادة للتحكم بانفعالات نفوسنا، وردود أفعالنا ومشاعرنا، ونقول لمن يسبنا ويشتمنا اللهم إنا صائمون، وبهذه التربية نتحرر من استبداد قوتنا الغضبية، وهذا هو الانتصار الذاتي الهام، وإذا انتصرنا وتحررنا من داخل نفوسنا فسوف نتحرر من الظلم والاستبداد والتعسف من خارج نفوسنا، وهذا ما عناه الله بقوله:{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد: 11)..
إن المطلوب منا أن نتعامل مع الأيام المعدودات بجدية وإرادة قوية، لأن الله تعالى هيأ لنا الظروف الإيمانية المساعدة والمحفزة للتغير، ومن لم يتغير في رمضان فغيره أصعب، فرمضان فرصة لتغيير العادات السيئة إلى عادات جيدة محمودة، ونحن نعلم بأنه ليس المقصود من الصوم، تغيير مواعيد وجبات الطعام والنوم، وإنما المقصود بالصيام أحداث تغيير في أنماط التعامل مع النفس والآخرين والحياة، وهذا يتطلب أن نحرص على الالتزام الصارم بتغيير عادتنا السلبية إلى إيجابية، وأن نعايش التغيير ثلاثين يوما، فأيام الصيام أيام تدريب وتنمية لإيماننا وخبراتنا اللهم تقبل صيامنا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد