قال ابن مسعود (إن الله لا يقبل القول إلا مع العمل ولا يقبل القول والعمل إلا بالأمانة ولا يقبل القول والعمل والأمانة إلا بما يقبله شرع الله) .
الجهنميون هم من يعذبون من المسلمين في الآخرة على ذنوبهم ويكون لديهم ذرة من الإيمان فيدخلهم الله بها الجنة وهم آخر من يدخلونها وتكتب تعزيراً لهم على جباههم, الجهنميون والعياذ بالله، وهم المذمومون عندنا في الدنيا والآخرة.
نستطيع الوصول في اليمن لما وصلت إليه الصين لو سلمنا فساد المسئولين الجهنميين ولو أن رجال الدين والأدباء والمثقفين أصحاب إرادة وهمة وطموح, خطواتهم موزونة بميزان الدين ملتزمين كما النصارى المسيحيين بالصدق والأمانة والوفاء والعمل بإخلاص, إذاً هو في منزلة لا يؤذي جيرانه, الابتسامة في وجهه وإذا خرج للشارع ماشياً له حرمته وإذا كان راكباً في سيارته كأن المرور في سيارته وإذا هو في عمله لا يفسده وعندما تكون أمامه معاملة لا تلفون يرفعه ولا وجها يغضبه ولا حاجة من حوائج الدنيا يطلبه, ملتزم بعمله قولاً وفعلا وعملا واحتراما ورضا فمن هم الملتزمون والقريبون من معاملات الدين نحن المسلمون اليوم أم النصارى المسيحيون؟
الجهنميون هم من يتصفون بالإسلام شكلاً وهم مسئولون اليوم, من يعبثون ويفسدون وغافلون عن الحساب والعقاب مهتمين بقصورهم وأرصدتهم ومساحيق وجوههم وأدوات الحلاقة وصبغة شعورهم هم من أسسوا لنا الرشوة وجعلوها عادة ونهبوا المال العام وسلبوا حقوق المساكين وجعلوها شطارة، ويمكن الوصول باليمن لما وصلت إليه الصين.
الحقيقة أن في اليمن مرضا أصيب به الإنسان وخاصة من قاموا وتقلدوا المسئولية وما نتج منهم من ضعف الإخلاص والوفاء لهذا الوطن بأربعة أشياء هي "إبليس والدنيا والنفس والهوى" والظاهر أننا مصابون بهذه الأمراض وهذا الداء الذي لطخت به كل طموحات أهل اليمن للمستقبل نظراً لانشغال رجال الدين بالسياسة وصراع الأحزاب والجماعات وكيفية وصولها إلى السلطة لذلك يعيش اليمنيون في فراغ ما بين الإسلام كتسمية بالهوية وما بين فراغ القلب من الخوف والخشية من الله مما تم التفريط به من أن الدين المعاملة التي أسئنا لها وجعلناها من الهوى بدلاً من الوجوب ولن يتم التطور في اليمن وروعة التقدم إلا بإلزامية الشعور والأحاسيس واستلهام الضمير والقيم والمبادئ والقيام بأداء الواجب على أكمل وجه من قبل كل الموظفين في الأجهزة الحكومية وبقية أفراد الشعب ودون استثناء تمنع الحزبية والممارسة الدعائية في المصالح والمرافق العامة بالدولة وألا تسخر أدوات وأموال الدولة والشعب لصالح حزب دون آخر وكل حزب يعتمد على إمكانياته فالمال العام هو ملك الشعب وليس ملك حزب او فئة ومن الملاحظ ان المسئولين في اليمن وفي عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح لم يزنوا أنفسهم بميزان العقيدة بل وزنوها بميزان الهوى الذي كان ملازماً لهم من خلال الاهتمام بأمورهم الخاصة في الكسب والبناء واستغلال مواقعهم في البحث عن الثراء والثراء وحده, واليمن بحاجة إلى قضاء مستقل وقضاة يخافون الله ولا يخشون إلا الله يحقون الحق ويبطلون الباطل بهم تستقيم العدالة وبهم تختفي أطماع الظالمين والفاسدين واليمن بحاجة إلى البحث عن كيفية الدول التي اعتمدت على إمكانياتها الذاتية وعلى ما بدأت بالتركيز عليه ومن هذه الدول دول النمور الأسيوية ودول جنوب أمريكا وتركيا حتى نحذو حذوها، وان العمل الذي نقوم به هو أمانة والأمانة من الوجوب في الدين وهي قاعدتنا الشرعية كيمنيين ولو أننا كشعب التزمنا بالأمانة في القول والفعل والعمل لكنا في امان وسلام واطمئنان وتقدم ورقي..
ومن الغريب اننا في اليمن نهتم بالشكل الخارجي للمباني الحكومية في نوعية الحجار واللمسات الجمالية والزخرفة ولمجرد الدخول إلى داخل المباني التابعة للدولة نجد بشرا وكأنها متوحشة تريد منك سلب ما معك ومساومتك عليه لا تخشى الله فيما تفعل تماماً كما تجد اليمني يهتم بمظهرة الخارجي لكن ملابسه الداخلية ربما تكون غير ملائمة لنظافة الملابس الخارجية وما تنطق به لسانه من سموم ينبعث منها ظلامية التوجه والهدف رغم انه يصلي ويصوم ويتصدق لكن عمله ليس لله ذلك ليس له قبول عند منهم حوله خلل وعدم توازن في سلوك اليمنيين فيما يطبقونه ويقولونه وهذا هو حالنا في اليمن عائشين على درجة عالية من المغالطات والأعصاب والتي من خلالها ارتكبنا الأخطاء والتي أفقدتنا على ضوء ذلك الأخلاق والسماحة والمروة وعدم القبول بما نقوم به وضعف أمانة المسئولية وأننا مساءلون عنها أمام الله.
لذلك كلنا نعيش في حالة ضنك وقلق والسبب واضح أننا فقدنا الدين وقيم الدين في قلوبنا ونفوسنا وما علينا إلا الرجوع للحق والصواب وسلامة التوجه وحتى ننتصر للحق يجب ان نعترف أننا طوال خمسون عاماً ونحن لم نصل باليمن إلى غاياتنا ومبتغانا كيمنيين بل صاحبنا الفشل وحب الملذات طوال هذه السنين رغم وسائل التقدم والتطور المتاح لنا وعدم الاستفادة مما لدى المجاورين لنا لأننا لم نتقدم إلا بمعنى التأخر لمن هم حولنا بضعف النفس وحب الدنيا.
اليمن بحاجة إلى دور للشباب المؤهل لقيادة هذا البلد والوظيفة في كل بلاد العالم بحسب التخصص العلمي إلا في اليمن التخصص مغاير لموقع الوظيفة وهذا التوجه سبب نوع من الإعاقة لكثير من المشاريع التي لم تدم طويلاً ولو نظرنا إلى قوة الاقتصاد يجعل الدولة قوية ودخل الفرد فيها مناسب لذلك تكون الدولة في حالة استقرار تام وكل دولة في العالم تعمل على زيادة الإيرادات وتنوع المصادر والمحافظة عليها وترشيد الإنفاق يجعل الدولة تتمتع بالاقتصاد الرشيد فهل في اليمن يوجد مثل هذا التوجه.
وان يكون المعيار لشغل المناصب في اليمن لمن لم تتلطخ أيديهم بنهب المال العام واخذ حقوق الغير نحن بحاجة في اليمن إلى حب اليمن وحب العمل والنزاهة قبل الشهادة لقد جربنا في الماضي حملة الدكتوراه من جامعة القاهرة والجزيرة في السودان والان من جامعة الزقازيق وكذلك الجامعات الأوربية وقد خيبوا الظن ولم نر منهم سوى بناء أنفسهم فقط, لذلك لا خير فيهم ولا أمان لهم إن شاء الله في قصورهم ولا راحة ولا اطمئنان فيما اكتسبوه من الحرام.
محمد أمين الكامل
لو سلمت اليمن من فساد الجهنميون لكانت اليمن مثل الصين (1) 1617