لقد أدرك العالم بأجمعه ـ عقب الانقلاب العسكري في مصر ـ الكثير من الأشياء التي لم تكن واضحة لديه, بشكل لا لبس فيه وإن كان البعض يدركها من قبل ومن بعد ولكن الأمور الآن صارت أوضح من الشمس في رابعة النهار..
 ولعل من أبرز النتائج التي يمكن إدراكها عقب الانقلاب ما يلي:
1.   انكشاف قناع أغلب أدعياء الليبراليين للديمقراطية وحقوق الإنسان، واستهداف فكرة التداول السلمي عبر الصناديق والتراجع عنها لحساب الأمر الواقع والأقوى والعنف وحكم المتغلب, والمنسجمة مع حكم الأسر الوراثي..
2.   تزايد حال السخط من السياسة الخليجية والأميركية في المنطقة وهو ما قد يفاقم حالة الاستقطاب من قبل الإيرانيين والجماعات الإسلامية المؤمنة بالقوة والعنف كوسيلة لتخليص الأمة من شرورهم.
3.   سقطت شعبية قوى كثيرة من عيون ونظر المصريين وكذلك سقطت رموز إسلامية وسياسية وستطال نظرائهم في المنطقة ونتائج أي انتخابات نزيهة قادمة ستؤكد ذلك.
4.   المؤامرة على الإخوان لها 80 سنة في مصر ولم ولن تكسر عظمهم بحكم تاريخهم الصمودي الطويل، لكنها زادتهم تعاطفاً شعبياً واستعادة ما فقدوا منها بل وستزيدهم نضجاً ووعياً وحنكة رغم خسائرهم البشرية والمادية والمعنوية, فهم سيكسبون خبرة مما تم..
5.   الانقلاب في حالة نجاحه ـ لا سمح الله ـ فهو بداية لمرحلة تدخل أجنبي سواء كان مباشرا أو غير مباشر في المنطقة, بدت ملامحة من التواجد العسكري المتزايد في بحر العرب والأحمر والخليج والمتوسط واستدعاء تنظيم القاعدة بشكل ملفت، وقد يكون هناك "سايكس بيكون" جديدة عبر الطائفية والمذهبية.
6.   أما في حال نجاح حركات التحرر في الإفلات من مرحلة تآمر المشروع الصهيوأميركي وأسرالبترودولار, فإننا مقبلون على مرحلة توازن قوي في المنطقة سيكون لدول الربيع العربي وحلفائهم بصمات في كل أحداث المنطقة..
والله الموفق