قال صلى الله عليه وسلم :(سيصيب أمتي داء الأمم: الشر والبطر والتكاثر والتشاحن في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي حسناً) كما في صحيح الجامع.. وفي رواية (حتى يكون البغي ثم الهرج), (أي القتل).
الأشر البطر والبطر هو الأشر وهو شدة المرح والطرب وأبطره المال يقال (بطرت عيشك).
التكاثر من المكاثرة أي كل واحد يريد الزيادة على الآخر.
التشاحن في الدنيا أي التباغض والعداوة من أجل الدنيا والتباغض ضد التحاب وهو الكراهية.
الحسد: تمني زوال النعمة عن أخيك، استئثارها لنفسه.
البغي: هو التعد أي الاعتداء على الناس بغير حق على الدماء وعلى الأموال.
الهرج: هو القتل أي أن قتل الناس يصير سهل لعدم وجود الردع الشرعي والحاكم المنفذ وعدم تعظيم الدماء والحقوق عند الناس لجهلهم بحرمة ذلك.
عائشون مع الأسف في اليمن على أن الغرب هم متآمرون علينا والحقيقة أننا متآمرون نحن على أنفسنا ومن يقبل ومن يسوق هذا التآمر غيرنا.
يا أهل اليمن لا تتركوا أهل الشر والبطر هم من يقررون مصير اليمن وهم من أفسدوا وأهدروا ونهبوا ثرواتنا, زعاماتنا على الدوام أوهمتنا بأن الغرب هم المتآمرون علينا, نحن من ارتضينا بأن نكون أدوات للغرب للتآمر على أوطاننا, الغرب لم يكن مصدراً لنا رجال في الدين ولا في السياسية ولا رؤساء ولا وزراء ولم يأمرنا بتغيير ديننا ولم يمنعنا من قراءة القرآن وعلوم الدين، الغرب لم يصدر رجالاً في الاقتصاد أو الثقافة أو الفن ولم يمنعنا من أداء الواجبات والزكاة, الغرب لم يمنعنا من أن نصلي أو نصوم, الغرب لم يأمرنا بأن نفرط بقيمنا وديننا ولم يأمر نسائنا بالتبرج أو السفور أو رفع الحجار والرقص والفجور, الغرب لم يجبرنا على العمالة وبيع الأوطان ولا الاتصاف بالنفاق ولم يأمرنا بالخيانة ولا قتل بعضنا البعض, وأهل الشر والبطر جعلونا لا نبحث عن المخلصين, بل تحت رحمة الظالمين طوال أعمارنا وهم سبب فشلنا.
والحقيقة نحن بحاجة إلى أفكار تنقلنا من الحالة التي نحن فيها نريد استغلال الوقت بعيداً عن أنصاف الحلول, لابد لنا من رجال تستطيع أن تخطط وتبرمج وتلبي الطموحات ماذا يريد الشعب وتصورته للمستقبل، متى تكون الحسبة لليمن وحقائق الحسبة ظاهرة على الشعب والوطن الذي أبعده اليمنيون عن وطنهم بأيديهم, ولو نريد البحث في أمور حياتنا ماذا يريد عمال النظافة من الدولة والمجتمع وما وجهة نظرهم في الحد والتخفيف من معاناتهم, ماذا تريد الأسرة من الدولة وهو المطلوب منها وماذا نريد من المسجد ومن رجال الدين ومن المدرسة ومن الإعلام..
لقد أجبرنا دعاة الشر والبطر الفاسدين الفاشلين على تمرير سلوكياتهم البعيدة عن قيم ومبادئ الضمير كأن عنوانهم التدمير والنهب للثروات بدلاً عن التعمير والإقصاء نهجهم والمناطقية شعارهم والرشوة مع المحسوبية والوساطة هي من شيدوا بها اليمن وجعلوها من الدول الفاشلة والمتخلفة.
إلى كل الحالمين الطامعين الحاقدين على اليمن, إلى كل الواهمين بنشر العنصرية وتثبيت المناطقية: اسألوا من كان قبلكم من الحاكمين في صنعاء أو في عدن عندما جيرت عنصرية القيادة وعنصرية التوجه للمشاريع التي تخدمهم كأفراد أو كجماعات لم يفلحوا ولم يهنأوا والشعب يرصد كل الوقائع وكل التوجهات التي سرعان ما فشلت وتحطمت والتاريخ لم يرحم لمن لا يفهم من المغامرين الحاقدين على اليمن, وكم من القيادات الكفؤة والنزيهة والمخلصة ظلت حبيسة النسيان والإهمال لأنها من مناطق حكم عليها الإهمال لم تعرف طعم النياشين ولم تتقلد المناصب.. تصوروا أنها ماتت وأن الزمان زمانهم ونسوا أن الله قد بين للعباد في القرآن الكريم وتلك الأيام نداولها بين الناس وأن لكل دولة ولكل زمان دولة ورجالاً.
ونقول لمن أرادوا الاستفراد أو في الجنوب: لن تكونوا الحاكمين الوارثين مهما جار علينا الزمان سيأتي من أصلابنا رجال كالجبال ترمي بكم أيها الأقزام وانظروا إلى من قبلكم أين هم الآن ماذا جنوا غير اللعان وعواقبهم في النار, أين هم من شرعوا للقادة وللمناصب أن يكونوا من الجبال وليس من الوديان, لقد ظلت اليمن حبيسة أفكارهم لفترات من الزمان ولم يحسبوا أن الماجدات الصامتات سوف ينجبن بفكر ونضال عمر المختار في زمانه كان سكان الصحراء مع الطليان ولم يستسلم ولم يهادن الطليان واستمر في النضال الاستمرار في نهج التجارب والاستمرار في البحث عن اللامعقول وكيف الأمم تعيش من حولنا بديانات مختلفة وأعراف مختلفة وفئات متعددة لكن الكل ينشد الوطن والمحبة والسلام والانصياع لأوامر الحق والعقل وترسيخ الروابط المجتمعية بين اليمنيين على امتداد ارض اليمن مهما حاول دعاة الشر والبطر إخفائها أو محوها ستظل صنعاء هي عدن وعدن كل اليمن.. ما هو الذي يضر باليمن.. إنه محدودية التفكير ومحدودية الهدف واستبداله بمشروعية الهوى ومشروعية الشياطين من الإنس المتآمرين ونسوا بأن المشروعية هي مشروعية المحكومين لا شرعية المتصارعين والحاكمين الواصلين إلى السلطة بالتزوير وقد أصبحنا نعي في اليمن أن الحاكم يحكم عليه من السياسات التي تبعها والتي يستفيد منها الشعب أهي في محيط الواقع أو في خدمة المساكين أم هي في خدمة العابثين والمجرمين؟..
حان الوقت للتغيير ويجب أن نتفرغ لمشاكلنا التي لا تحل بدعوات الانفصال أو التمزق والانحلال أو بالدعوات المذهبية والمناطقية، يجب أن نفكر بجدية كيف نحل مشاكلنا بدراسة واقعية ونرصد أماكن الضعف التي تجعل مشاريعنا يصاحبها الفشل نريد نتائج لمسها المواطن ولا بد من أن الزمان بمن هم في الوديان رغماً عمن حكمونا ممن هم من الجبال ويخزي ربي ويفضح من عاشوا للعنصرية رجالاً وللمناطقة نبالاً.
يا من تدعون بأن صنعاء لفترات من الزمان هي التي فيها الرجال وأن أصحاب تعز والحديدة هم في حكم النسوان, ويا من تدعون بأن عدن هي عن غيرها فيها الرجال ولحج والضالع فيها بقايا الرجال، جاء الوقت لدعاة العنصرية أن يفهموا أن حاشد ليست هي وحدها فيها الأسود وأن مدحج فيها الحمير والعجول, هذا هو مفهوم الشمال يجب أن ينتهي من عقول العواجيز وإلا فلينتهي الشمال وحاشد لحاشد وبكيل لبكيل ومذحج لمذحج, ولينتهي اليمن مادام والعقول في داخل الجحور، لابد من وضع استراتيجيات مزمنة ومحددة زمنياً ونقدمها للشعب خلال مرحلة محددة وبهذه المشاريع نستطيع أن نؤثر في نفسية المواطن ونحقق النتائج, يجب أن نوجد نقلة نوعية في الأشياء التي هي بحاجة إلى الاهتمام وأهملت في الماضي, كل المشاكل يمكن حلها لو سخرنا عقولنا وجهدنا وإمكانياتنا بصدق وأمانة وإخلاص التوجه الذي يوافق العقل والضمير لا العقل الذي يوافق التنفير بالسخرية, لا بد من عدم الرجوع إلى الخلف والأخذ بكل حاجات الفئات المجتمعية لنعيش بسلام وأمان, لابد من رسم للمستقبل برؤية وهدف, لابد من أن يكون الكل في هذا الوطن يشعر باطمئنان وأمان مهما كان حجم الفئة المجتمعية هذا خادم وهذا جزار وهذا مزين ونحن كلنا من بني الإنسان نخدم بعضنا البعض بدون إهانة أو نقصان.
ونقول لدعاة الانفصال في الجنوب: لابد من فهم الدروس والعبر وإلا سينتهي شيء اسمه الجنوب وحضرموت للحضارم وشبوة للعوالق وأبين ليست كل الجنوب وعدن خليها تعيش فيها الحيتان والهنود والصومال.
محمد أمين الكامل
الشر والبطر منتشر في اليمن (1) 1566