من لا يعترف أننا نمر بأزمة اقتصادية طاحنة يعاني من وطأتها جميع طوائف الشعب، من لا يعترف أننا متخلفون صناعياً ومتخلفون زراعياً، متخلفون عن العالم في كثير من الأشياء؟، من لا يعترف أننا متخلفون علمياً ومتخلفون تعليمياً؟، من لا يعترف أننا متخلفون فنياً ورياضياً؟، من لا يعترف أننا متخلفون سلوكياً؟..
متخلفون.. متخلفون، نعم وللأسف الشديد، نحن متخلفون لأقصى درجات التخلف والدليل تلك المشاكل الفوضوية.. الأمنية (الهمجية ـ الاختطافات ـ الاغتيالات) والمشاكل الاقتصادية التي تنخر في عظام 25 مليون مواطن يمني والدولار الذي أصبح يساوي 215 ريالاً يمنياً، وسعار الأسعار الذي ينهش في عظامنا..
نعم نحن متخلفون صناعياً إلا في صناعة الجنابي وحرضات السلتة وغيرها، ولأننا وإن كنا نملك بعض الصروح الصناعية المتواضعة ولكنها صناعات عشوائية لا تستطيع ولا تقوى على المنافسة حتى في السوق اليمنية أمام صناعة كصناعة الصين ولا من باب صنع (سكر نبات).
ونعم، نحن متخلفون زراعياً، لأننا حتى الآن لا نستطيع أن نصل بإنتاج زراعتنا ونصدرها إلى الخارج وخاصة الدول العربية المجاورة، من قمح، قطن، فواكه، خضروات، وحمضيات.....إلخ، ما عدا نحن بارعون في زراعة القات وأنواع قليلة من نبات المخدرات والتنباك في بعض الأماكن غير قانونية ومازلنا حتى الآن ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين نستخدم وسائل زراعية على عنها الزمن.
وبداية كخطوة أولى في بداية طريق الإصلاح والتطور لابد وأن نعترف بتخلفنا، ثم بعد ذلك لابد وأن نبحث عن أسباب هذا التخلف، ثم وبسرعة شديدة لابد أن نجد الحل للخروج من غياهب هذا التخلف، والحل كما أراه كمواطن صالح بسيط يحب الخير لبلده غيور على بلده هو (التخطيط) الذي نفتقده للغاية والذي غيابه هو السبب الرئيس للتخلف المشين الذي نرزخ تحت وطأته..
نعم.. نعم.. سوف نظل متخلفين إذا لم يوضع الرجل الكفوء المناسب في المكان المناسب ولم تتغير تلك الوجوه القديمة من المناصب، بل متحجرة فيها إلى أن يأتي عزرائيل ليحكم بيننا، وكذا قضاة التخلف الذين لا يزالون يمارسون مهنتهم يفتون بفتاوى من أيام الترك كزواج الصبايا الصغيرات، وغير ذلك من الفتاوى العجيبة الغريبة المريبة التي دوخت بنا سبع دوخات!!.
أحمد عبدربه علوي
للأسف.. نحن متخلفون!! 1404