بإمكان شخص ما، أو بإمكاننا جميعاً أن نسأل إلى أي مدى يمكن القول إن مجتمعاتنا مجتمعات ديمقراطية شوروية, وما صحة ذلك من عدمه، وهل يمكن أن ننظر إلى الأمور من زاوية نسبية في أحوال وممارسات كهذه أو تلك لعمل مراجعة من أجل توازنات منسجمة ووطنية تجعل مصلحة الشعب والوطن فوق كل المصالح الأخرى الضيقة؟!.
والمشكلة بأن معظم المثقفين يكثرون من الحديث عن الديمقراطية، بل وتفرط كثير من النخب السياسية والثقافية ومراكز البحوث أو الورش النقاشية بالحديث عن كل شاردة وواردة ولكن يتركون أهم سؤال يجب أن نقيم له ندوات وورش عمل وبحوثات هو" هل عندنا أسر ومجتمعات ومؤسسات ومدارس تعليم شوروية ديمقراطية أم أن من يدعي الديمقراطية فقط عنده [صندوق] للفرز أو (كحصالة) امتيازات ومصالح بين متصارعين، كما هي في الحالة العربية بلا استثناء؟!!
إن الديمقراطية عندنا ما زالت معطاً سياسياً ونظرياً في أدبيات كثير من الأحزاب والدول والحكومات والشعوب في بلدان المنطقة العربية، وهي محض كروت انتخابية فاسدة أو تحتمل التزوير بالاعتياد، في ظل غياب ضمانات ومعايير نزاهة وشفافية بآلية نظام انتخابي مدني ومستقل عن تأثيرات المصالح الضيقة، فكثيراً ما تمضي الأمور بغايات مضمرة لدى منظومات سياسية أو شمولية أو جماعات وقبليات بعينها في دول وشعوب, غدا فيها القتل هوية ونزعات مكرسة، ولا تزال بعض القوى تراوح في المضي بمنطق بداوة الوعي المسلح بالذخيرة الحية، وبالخصوص نماذج ما تضع نفسها كمراكز نفوذ بغايات ومصالح عدة دون أن تمارس الديمقراطية عملياً في شكل علاقتها ببعضها كمجتمع، وكأفراد، ومنظومات أيديولوجية، بقدر ما تتوسل غالبا وعيا ضد الوعي، ومنطق التعايش المدني والحضاري في سلوكياتها.
إن الشعوب التي فهمت الديمقراطية هي تلك التي تؤمن بقيم الشراكة والمواطنة والتعايش دون فرض وصايات، أو أي نوع من التعالي والفرز الطائفي على غالبية مجتمعاتها لتراوح في تأصيل أصوليتها، وإن عبر تيارات بعينها خارج منطق الإجماع الوطني لبناء الدولة، وليبق عنوانها التسيّد بالقوة للمصلحة الشيقة كماً بطابع التفيد والاستئثار وتلازم الانتهازية السياسية والاستئثار، والإلحاق بادعاء الغلبة، وهو ما يعكس مع الوقت نفسه هشاشة شكل وصورة علاقتها بالحكم أو الشراكة، كما تريد أن تبقي النظرة الخشبية لزاوية علاقتها بوهم وزعم الهيمنة على الآخرين من حولها ولهذا أقول" لنتعامل بموضوعية فإن هناك قوى وتيارات تدعمها مراكز نفوذ في السلطة بشراكة تزاوجها بالقبيلة، وثنائية توظيف (السياسي والديني التقليدي التراثي) تحتاج جهداً جباراً لتوعيتها وتحديثها..
والله الموفق
محمد سيف عبدالله
ديمقراطية أي حكم هو نتاج لمجتمع ديمقراطي 1425