قامت ثورة كرامة في شعب مصر، وما زالت مستمرة ثورة على الوضع العربي الذليل أمام إسرائيل، فجن جنون إسرائيل وجنون ما تبقى من حكام العرب الذين تحالفوا جميعاً على الخسة والوحشية لإيقاف ثورة شعب مصر، فرأينا مجازر في مصر بدعم صريح من بعض الحكام العرب وتغاض من الغرب تماشياً مع الرأي العام الغربي الذي يعترض على الانتهاكات، وشاهدنا للأسف في العالم العربي من يصفق للقتلة ومنفذي المجازر من الكائنات المجهرية والتكوينات الصالونية، مع أن المجازر لا مبرر لها عند الشعوب الحرة..
وما إن فرغنا من مشاهدة مجزرة رابعة والنهضة التي سقط فيها ثلاثة آلاف طفل وامرأة ورجل, كلهم سلميون، وما بعدها في الشوارع, إلى أن وصلوا لذبح المساجين، وهو عمل لا يعمله الأعداء, لأن الإنسانية لديها عرف الحفاظ على الأسرى فما بالك المواطنين، جرم ووحشية تبدو أمامها إنسانية إسرائيل, لأنها لم تقم يوماً بحرق وقتل المساجين والأسرى..
وما إن خلصنا من هذه المذبحة لنفجع بمذبحة في سوريا، وبسلاح كيماوي لأكثر من ألفين أغلبهم أسر آمنة أطفالاً ونساء.. هذه المجزرة نفذت على وقع مذبحة رابعة والسكوت العالمي عنها، فأصبحت مذابح الحكام العرب لشعوبهم تدعم بعضها بعضا، وتعلن بعضها بعضا، هذه المذابح والويلات كلها من أجل الحكم والاستبداد، وهو الوضع الذي يريح إسرائيل وأعداء الشعوب العربية، لأنهم يعرفون أن بقاء هذا النوع من الحكام المستبدين الذي لا مهمة لهم سوى إرعاب الشعوب وذبحها هم خير جنود إسرائيل, بل تعمل مالا يعمله الجيش الإسرائيلي نفسه، لأن مهمة النظام الرسمي العربي والذي ركب على حماية المشروع الصهيوأمريكي، والمدعوم مالياً من إسرائيرودولار, وهذا النظام الذي اهتزت أركانه في ثورات الربيع العربي التي نسفت التأييد والتوريث تمهيداً لنسف أسس النظام الرسمي العربي بكافة تفاصيله، ومن أجل هذا الهدف ينسفون كل قواعد ومبادئ الحياة ابتداء وعنوانها الأبرز: "حق الحياة المكفول لكل البشر"، وليس فقط مبادئ وقواعد الديمقراطية والحياة السياسية، ولأن الإخوان حاملو راية الحرية, فلا بد أن يقتلوا ويسجنوا وينكل بهم الآن, لأنهم قبلوا الديمقراطية وعناوينها (الحريات، التداول السلمي للسلطة, حقوق الإنسان)..
إن الاستئصال والاجتثاث لن يقتصرا على الإخوان، بل سيشملان حريات كل المصريين وإراداتهم وديمقراطيتهم التي اكتسبوها في ثورة 25يناير وأمن مصر واستقرارها.. دعكم طبعاً من الكائنات المجهرية والتكوينات الصالونية, فهذه لا تحتاج إلى اجتثاث, لأن صوتها العالي الآن في زفة الانقلاب يؤشر إلى حاجة السلطة البوليسية للبراويز والإطارات، ولا يؤشر إلى ثقلها على الأرض وتأثير تياراتها.. والله الموفق.
محمد سيف عبدالله
إجرام السيسي وتجاوب بشار.. آخر سنبل لحكام النظام العربي الوحشي 1467