1- أن الابتلاءات أقسى وقعاً على المرء وأشد ألماً وأثقل حملاً, ولذلك كانت سنة الله وعدله أن لا تلتصق إلا بذوي القوة من الأنبياء والمؤمنين وأصحاب القيم النبيلة.
2- أن الابتلاءات لا تأتي فرادى ولكنها مجتمعة وصورها أحد الفلاسفة فقال إنها ليست كالجواسيس منفردة, ولكنها كالجيوش جرارة.
3- أن الابتلاءات أنواع عديدة وأقساها ما للبشر فيه يد فيختلط سوء البشر وقساوة القدر.
4- أن للابتلاءات خصائص ومزايا, فهي تكشف معادن الناس والجماعات من حولك فيظهر لك العداء من أحسنت له وبدون سبب إلا الحسد ويتبارى الكثير بالتقرب بك عند عتاولة الظلمة ويتحول بعض دعاة التقوى إلى ذئاب وعالم يتحول إلى نخاس وبليغ يصبح بغبغاء, ويبقى ذوو النفوس الكريمة والطباع الوفية لا يصدق عليك فاسقاً ويدافع متألماً, وإن لم يستطع يسكت متحسراً, فلا يشمت بك ولا يقبل بالمغريات ضدك.
4- أن الابتلاءات قد تغيبك وتسيء لك وتضعفك لكنها تربيك وتعلمك وتجعلك مرسوماً في أذهان الناس حتى تنتصر الحقيقة فتعود إلى واقعهم وقلوبهم وعقولهم في أحلى حلة.
5- أن كلام الله لا يعلى عليه, فلن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم وفسادهم وسواء جئت بالديمقراطية أو بثورة الشعب وسواء كنت عادلاً أو ظالماً فانك إما تتبع وأما يعملون أوغادهم من أبناء جلدتك أو أبنائهم فينهشون فيك إقصاء وظلماً وقتلاً, أو حتى إبادة.
6- أن هؤلاء الذين لن يرضوا عنك إلا في حالات قليلة كما يرضون عن كلاب تحرسهم أو يربونك كما يربون حيواناتهم إلى حين أكلها.
7- أنك قد تتعايش مع ذئب لكن سنته العصا فوق رأسه كلما مال طرقته وبعدها نام وأنت آمن.
8- أن لا تجتمع السهام إلا على الأقوياء, أما الجبناء والضعفاء فهم في مأمن من ضربة وكيد ومكر وهم رعاء ويد لكل صاحب سوء طاغٍ.
9- أن التاريخ لم يكتب يوماً أو تخطئ سنة في قرن أن الظالم ينتهي ويخزي كل من التصق به وأن الحق مهما ظلم وقتل لكنه ينتصر ولو بعد حين.
10- أن الابتلاءات منتصف طريق, فالعودة للخلف فشل وذلة والتقدم للأمام ألم وتعب, لكنه يوصل للمراد, وهذا ما قاله رب العباد (حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا).