1- ما يجري اليوم من أحداث في الساحة اليمنية تؤكد أن الشعب اليمني يتعرض لواحدة من أكبر عمليات الابتزاز في تاريخه, ففي الداخل قوى تمارس الابتزاز بهدف الوصول لتحقيق أهدافها, فبعضها اليوم تحاول استغلال المرحلة النهائية للحوار لممارسة الضغوط من أجل مصالح سواء مناطقية أو مذهبية أو حزبية أو شخصية وسواء كانت هذه العملية أو الإجراءات شرعية أو وطنية أو ستؤدي لكوارث على حساب الوطن أو هويته أو وحدته ونحن نطالب الجميع اليوم قيادات حزبية أو مكونات ثورية أو حراك أو حوثي أو قبلية أو وجاهات وطنية واقتصادية بمراعات المرحلة التي تمثل النقطة الحرجة في مستقبل اليمن وبدون تغليب المصلحة الوطنية وتناسي الخلافات السياسية والمذهبية فإننا سننعطف نحو المجهول أو الخراب الذي تعانيه كثير من الدول العربية التي انزلقت إليه ويكفي الجميع أن يعي أن تكلفة إعمار سوريا فقط تحتاج لقرابة 70 مليار دولار وعشرات السنوات من البناء.
2- تفجير الصراعات في صعده وفي عمران وإب والجوف وعودة العنف وتعطيل المصالح في ما يسمى بفعاليات الحراك واستهداف الجيش والأمن وقياداته الوطنية ومحاولات اغتيال رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والإعلام والكهرباء والنقل والعروض العسكرية خارج سلطة الدولة سواء في صعدة أو عدن أو حضرموت واستهداف الكهرباء والنفط, كلها جرائم ممنهجة وممولة من قوى داخل الوطن ودول إقليمية تهدف لإجهاض حلم اليمنيين بالتغيير وتدمير بنيته الاقتصادية والتحتية لإسقاط الدولة نهائياً حتى نتحول لملايين من العبيد والمتسولين أمام قصور أمراء الخراب في الداخل ودول الخليج ونقبل أقدام أبناء ذوي القداسة المذهبية أو السلالية.
3- اليوم أبشع ابتزاز يمارسه الإعلاميون سواء مواقع أو صحف أو صحفيين, فقيامهم بتضخيم تعثرات الحوار أو القضايا والمشكلات اليومية وإظهار القتلة بثوب المظلومين والتغطية الإعلامية على مثيري القلاقل وقطاع الطرق أو استهداف الرموز الوطنية الحكومية والحزبية والوطنية بهجمات إعلامية كثيراً منها ظالمة وبعيدة عن المصداقية, هؤلاء مشاركون في الجريمة ويتحملون إثم تغييب الحقيقة وخداع الشعب ومطلوب منهم مراجعة ضمائرهم فالوقت ما يزال فيه متسع لإنقاذ البلد لا المساهمة بتدميره.
4- الكثير من الذين يعانون من وهم أن مستقبلهم السياسي ضعيف نراهم اليوم يمارسون ابتزازاً بحق النظام والإصلاح في آن واحد, من خلال استدعاء الخارج لمحاكاة التجربة المصرية ويبشرون بها ويقدمون الخطط لتنفيذها وهؤلاء يقترفون أسوأ عملية مكر بحق الوطن وسيلعنهم التاريخ والأجيال القادمة, وفي نفس الوقت لن يحققوا شيئاً من أحلامهم, كون اليمن شعباً وقيادة وجيشاً فيه من الحكمة والعقلانية والتسامح ترفض معه أن تصبح تابعاً ذليلاً وغير قابل لتهديم المكتسبات الوطنية لخدمة الأجندة المتربصة بالوطن.
فؤاد الفقيه
ابتزاز على حساب الشعب 1322