;
محمد أمين الكامل
محمد أمين الكامل

انعدام حق الجوار أول مواطن الفساد والشر في اليمن (1) 1212

2013-09-06 17:45:21


50 عاماً من قيام الثورة في اليمن والكل يبحث من العلماء أو الساسة أو الأدباء أو المثقفين, وهم يبحثون عن كيفية الوصول إلى السلطة ولو تم البحث عن أسس الترابط الاجتماعي ثم إصلاح منظومة الحكم وإصلاح الفرد والمجتمع قبل الوصول إلى السلطة لما وصلنا لما وصلنا اليه من تفكك وتمزق وانحدار وانحلال داخل المجتمع لكان أفضل لليمن..
لكننا مع الأسف ومن خلال متابعتنا لهذه النخب لا نجد في مجموعها أو بمفردها أنها وصلت إلى التشخيص السليم لمكامن الوجع وأساس الوجع وبداية المرض ولأن الدكتور المتخصص والماهر العاشق لمهنته وعمله يعرف أساس الداء ويعرف الدواء الذي يصرفه ليوقف به المرض ويقوم بإنهائه لكي يريح هذا المريض من ألمه وفي كل المجتمعات والأمم تقوم مجموعة النبلاء ومجموعة الصفوة هي من تصيغ طموحات الأمم والشعوب وتجعلها شعوب مثالية ومتحضرة, حتى إن الجريمة والمخالفة يعتبرون من يرتكبها من الشواذ داخل المجتمع وفي اليمن توجد مجموعة النخب الدينية والسياسية والثقافية والأدبية هي من تصيغ للمجتمع طموحاته لكن هذه النخب كلها أهتمت بأمور السلطة وكيفية الوصول إليها وأهملت بقية مقومات المجتمع والذي على أساسه تستقيم الدولة والشعب..
لقد أهملنا الفرد ثم الأسرة ثم الجوار وواجباته ثم المدرسة ودورها ثم المسجد ودوره في تبيين الحق من الباطل, ثم الإعلام ودوره في التنوير والمعرفة.. خلل وقصور في أعمدة الدين في الأخلاق والسلوك والمعاملة والمتابع لما يدور في الشأن اليمني يجد أن الخصومة متأصلة ولها حلقاتها في أقسام الشرطة والنيابة والمحاكم وبين أيدي العقال والمشائخ قائمة بين الجيران على مستوى البيت وجيرانه الأرض وجيرانها، العمل ومجورة الزمالة ومن الملفات المعروضة في أقسام الشرطة والمحاكم الوقائع التي تحدث بيننا كيمنيين ومن حكايات مصلح ومحمود وجارهم يمنعهم من البناء ويعرضهم للخسارة مئات الآلاف رغم قبولهم تقاسم الممر بينهم وليس له حق فيما يدعي وليس عليه نقص في ملكه، جيران يتشاجر أطفالهم يؤدي إلى قتل بين الطرفين، جار يمنع جاره من فتح شباك والخسارة بينهم بالملايين، جار يقتل جاره لأن جاره أخذ عليه 15 سم من المنافس، وجار متزوج وله سبعة من الأطفال يطلق زوجته لأن جاره كان ينظر إليها من الشباك، جار يستأذي من ماء المطر الذي ينزل من سقف جاره ويأمره بإزالة الأذى بتطويل قصبة نزول المطر إلى حوشه فيرفض ذلك الجار ويؤدي ذلك إلى المشاجرة بينهم والضرب بالفؤوس والصمول على الرؤوس، جارة تشوه جارتها عند النساء وتتهمها بالسفور والفجور ويودي ذلك إلى خراب ودمار الأسرتين، جار يمنع جاره من الدخول إلى أرضه عن طريق أرضه فيؤدي ذلك إلى حدوث العاهات بينهم وحرمان الأرض من الزراعة، بعض الجيران لا يعرف احدهم الآخر وبعض الجيران لا يسلموا على بعضهم ..
كل هذه الأصول لها مآسيها, قتل وتشريد وظلم وخيانة وترتكب والدين منها ببعيد، من أبعد هذا الدين؟.. إنهم العلماء والدعاة, ثم الساسة والمثقفين والأدباء الذين أشغلوا الشعب بالسياسة والصراع على السلطة, فكانت آثاره وتغيبه عن المجتمع مدمرة، نار يشتعل داخل المجتمع والنخب غائبة أو مغيبة بما يدور في داخل المجتمعات السكانية والدولة غافلة لم تلق بالاً لما يدور فأثقلت الأقسام والنيابات والمحاكم بقضايا المجتمع التي لم نجد لها حلاً إلا بالرجوع إلى الدين وأصول الدين كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم, ولو تدبرنا آياته لتم خروجنا من هذه المصائب كلها.
لقد وضع الإسلام نظاما فريداً للاجتماع، لحمته التراحم والتعاطف، وسداه التكافل والتكاتف، ومبناه على التعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان وقيام كل مسلم بما يجب عليه تجاه من يعامله أو يصل إليه.. وقد عظم الله حق المسلم على المسلم، وحق القريب على قريبه وحق الجار على جاره, والقيام بهذه الحقوق من أهم أسباب السعادة للفرد والمجتمع، فإن الناس في هذه الدنيا ممتحنون، والمصائب تحيط بهم من كل جانب.
والإنسان بمفرده أضعف من أن يصمد طويلاً أمام هذه الشدائد، ولئن صمد، فإنه يعاني من المشقة والجهد ما كان في غنى عنه لو أن إخوانه التفتوا إليه، وحدبوا عليه وهرعوا لنجدته وأعانوه في مشكلته, فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وجيرانه وأهله..
وأقرب الناس إلى الإنسان وأكثرهم ملامسة له ومعرفة بأحواله بعد أهله وقرابته هم جيرانه, بل لربما كان الجار في حالات كثيرة أقرب إليهم وأكثر إعانة لهم من القرابة والأصهار, فإن أهل البيت حين يفاجؤون بمشكلة أو تحل بهم نازلة ويحتاجون فيها إلى إغاثة عاجلة فإنهم يهرعون مباشرة إلى جارهم بحكم قربه منهم وملاصقة داره لدارهم.. ومن هنا يتبين شدة حاجة الجار إلى جاره وقوة تأثيره فيه وعظم حقه عليه وأن القيام بحقه من واجب الواجبات، ومن اكبر أسباب التكافل والتعاون في هذه الحياة لتذليل عقباتها وتخفيف مصاعبها واكبر أسباب الإعانة على البر والخير والحماية من الإثم والشر..
ولكن هذا الحق العظيم قد أهمله كثير من الناس اليوم وانشغلوا عنه بخصوصياتهم وحب ذواتهم وقعدوا عن القيام به بسبب أثرتهم وأنانيتهم ولم يرعوه حق رعايته بسبب جهلهم وضعف إيمانهم وتربع الدنيا على قلوبهم, فأصبحوا لا يعيشون إلا لأنفسهم ولا يهمهم إلا مصالحهم غير مكترثين بما يجب عليهم تجاه إخوانهم وجيرانهم, فماتت فيهم عواطف الإخوة والمحبة وخفتت في نفوسهم أخلاق السماحة والنجدة وخلت قلوبهم من المعاني الإنسانية الجميلة وربما حملهم حب الدنيا والمنافسة على حطامها على إيذاء جيرانهم وظلمهم والاعتداء على مصالحهم وغمطهم حقوقهم.. وليتهم إذا لم يحسنوا إليهم ويقوموا بحقوقهم عليهم كفوا عنهم ظلمهم وعدوانهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد